«بيروت واو» (إنتاج شركة «آرتريب») عنوان مسلسل جديد انطلق تصويره أخيراً في أحياء بيروت، وتحديداً في منطقة المزرعة، ولاحقاً الواجهة البحرية (عين المريسة) والبسطا. أما الجزء الأساسي من التصوير، فسيكون في شارع الحمرا الرئيسي. كان بوسع الخبر أن يكون عادياً لولا خصوصية تميّز العمل المقبل. فالسيناريو والإخراج هما للشاعر فادي ناصر الدين الذي لم يستقل من مهنة الشعر ليحترف صناعة الدراما، بل آثر الالتحاق بها من محطة الإبداع.
تحضر «اللوثة» الشعرية بدءاً من العنوان، فبيروت المسلسل هي من مكامن المفاجأة وزواريب الدهشة. و»الواو» هي «واو» الجيل المعاصر المسكون بالتيه والغموض، و«واو» الموت المعطوف على الحياة، وأيضاً «واو» الدهشة المتمرّدة على قواعد اللغة! سبق لفادي أن أنجز فيلماً وثائقياً بالعنوان نفسه عام ٢٠١٠ وتحديداً يوم اختيرت «بيروت عاصمة عالمية للكتاب»، استعرض ثلاثة أجيال من الشعراء. يحكي فادي عن مسلسله الجديد بأنّه سيكون مغايراً عما نشاهده في الدراما اللبنانية.
يصوّر الجزء الأساسي من
المسلسل في شارع الحمرا
يقول «سأضع الجملة كما يصوغها سائق التاكسي، وبائع الدخان، والمواطن العادي. الجملة كما هي في أصلها الخام قبل أن تخضع للتحوير والتأطير. لذلك، فمن البديهي أن أتوقع عملاً مغايراً للسائد درامياً. الاختلاف يطال الصيغة وآلية التواصل، ونوعية السيناريو، وشكل الإخراج، لعلّ ذلك ما يسعه تفسير أن العمل المرتقب هو في شكله ومضمونه أقرب إلى النتاجات السينمائية منه إلى السائد تلفزيونياً». الدراما هي أيضاً من مكوّنات الرأي العام، يقول ناصر الدين كما لو أنه يذكر ببديهية جرى التغافل عنها، قبل أن يضيف بثقة وحسم: «لا يجوز أن يبقى النتاج الدرامي أسير الصفقات التجارية. لا يجوز أن يظلّ هذا الفصام بين الدراما والواقع قائماً، وأن يكتفي المتلقّي بالسخرية مما يعرض على شاشات يفترض أنّه أعد لأجله».
يؤكد ناصر الدين أن العمل المرتقب يراهن على استعادة شريحة من المشاهدين استبعدها التلفزيون، فانكفأت عن التفاعل معه، «نحن واثقون من أن عملنا سيلقى نسبة مشاهدة واسعة نظراً إلى اللغة الواقعية التي تميّزه، وافتقدوها في المقترح عليهم من الدراما الرائجة. بل إنّ العمل مرشّح ليحظى بقبول المشاهد العربي أيضاً رغم محلية الحكاية». ويحدّثنا بأن المسلسل ينطوي على المغامرة، شارحاً: «المعتمد في الصناعة الدرامية راهناً هو التوافق المسبق مع جهات محددة على نوعية المنتج ليكون تسويقه متاحاً، وهو ما لم نرغب في الخضوع له. قررنا السير بالصورة التي نراها الأفضل، ثم نعرض منجزنا على محطات التلفزيون، ونحن نراهن في ذلك على ذكاء إدارة التلفزيون التي ستتلقى عرضنا الأول، المنطقي أن يجذبهم الأداء المختلف. ولو أخفق الأمر، فسوف نتعاطى مع الموقف بوصفه صفعة ضرورية كي نصحو من غفوتنا، وسنعمد حينها إلى عرض منتجنا مجاناً على اليوتيوب، بعد تسجيل حلقاتنا على أشرطة وتقديمها هدية لمديري المحطات كي تشاهدها عائلاتهم». «بيروت واو» الذي يمتد على 13 حلقة، والمرشح لأن يبنى منه جزء ثان، يروي حكايات متشعبة من بيروت ولبنان والعالم أيضاً اعتماداً على سيرة شاعر وحبيبته يعيشان حياتهما على تماس مع قضايا يأخذ بعضها بعداً مصيرياً، وهو ليس إنتاجاً باذخاً، كما يصفه مخرجه وكاتب أحداثه، لكنه يعتمد على ذكاء السيناريو مزخماً بأداء الممثلين الذين يبدو كل منهم «كاراكتيراً»، إضافة إلى كوميديا الموقف التي تشكل أحد أبعاده الحيوية. ويتألّف فريق التمثيل من: دارين حمزة، حسان مراد، طارق تميم، زياد أبو عبسي، ربيع الزهر، كارول عبود، يارا أبو حيدر... وثمة أيضاً فريق تقني محترف سبق له إنجاز العديد من الأفلام المميزة، على أن ينتهي التصوير في نهاية الشهر المقبل.