ديانة الجبناء
لا يخيفني الآلهة... بل الكهنةُ والدُعاةُ ومُشعلو البخور في أروقةِ المعابد،
ولا الملوكُ... بل عبيدُهم الصغار الذين يحملون لهم الأمتعةَ والمظلات، ويُلَمّعون أعتابَ المداخل، وينظفون اسطبلاتِ البهائم وغرفَ نومِ الجواري،
ولا قادةُ الجيوش... بل صغارُ الجُندِ الذين يحرسون عِفَّةَ البغايا، ويلتقطون ما تَساقطَ مِن متاعِ المحاربين في مؤخرةِ القوافل.

يخيفني الخائبُ، والجبانُ، والخانعُ، وطالبُ الرضى:
يخيفني سُعاةُ العدم.
... ...
في الحكاية، كما في لعبةِ الحياة:
الكبارُ لا يقسون... بل يصفحون ويمنحون.
أما القسوة فهي غالباً
بِنْتُ المذلّةِ... وديانةُ الجبناء.
القسوةُ دليلُ الهاوية.
25/4/2014

يانصيب الموت

في قُرانا المريضة... قرانا الباكية... قُرانا المنسيّةِ خلف الحدود الرسميةِ لدولةِ الحياة،
لم يسبق لنا أنْ سمِعنا صوتَ عربةِ إسعافٍ قادمةٍ لإنجادِ مريضٍ في ضائقة.
الآن نسمعها (عربات إعادةِ توطينِ الموتى)
فنعرفُ على الفور أنها قادمةٌ من موضعٍ ما في برّيةِ الجنون والمذابح،
مُحمّلةً بما بقيَ من عظامِ أحلامنا وجثامينِ موتانا.
: إنه يانصيبُ الموت...
وكلُّ شيء هنا مضبوطٌ ومبرمجٌ في روزنامة الأقدار والمصادفات:
الآنَ تُسمعُ الأبواق
وبعد قليلٍ ينطلقُ عويلُ الثكالى.
..
نعم! إنه يانصيبُ الموت.
تُرى، أيُّ الأمهات ستبدأ بإطلاقِ ولاوِيلِها
في صبيحةِ هذا النهارِ الأسود؟
25/4/2014