تونس | من المكاسب التي حققتها الحركة الثقافية والفنية في تونس بعد 14 كانون الثاني (يناير) 2011 هي حرية المبادرة، وتأسيس الجمعيات التي كان ناشطوها يخضعون سابقاً لتضييقات كبيرة. ومن الجمعيات التي ولدت «الجمعية التونسية للتعبير الفني» التي يديرها المخرج السينمائي رفيق العمراني الذي اشتهر بمتابعته وتوثيقه للحراك الشبابي والاجتماعي في البلاد بين 2008 و2011.
مثل «فلاقة» و«نزهة ثورية»، اختتمت هذه الجمعة في 20 أيلول (سبتمبر) ورشات فنية ضمن مشروعها «أحلام متجوّلة». مشروع انطلق الشهر الماضي في مدينة حمام الزريبة، قبل أن ينتقل إلى مدينة المحمدية الغارقة في المعاناة التي تؤثر سلباً في أطفالها وشبابها وتؤدي بهم نحو الانحراف. قصدت الجمعية هذه المنطقة القريبة من العاصمة لتنظيم ورشات فنية بين 16 و20 أيلول، بمشاركة 35 تلميذاً تراوح أعمارهم بين 8 و12 سنة. وكانت الورشات خلال ساعات الفراغ خلال الدوام المدرسي، تنوّعت بين التصوير الفوتوغرافي والمسرح والغرافيتي. بعدها، عُرضت النتائج في «دار الشباب» في المحمدية.
المحطة الثالثة، ستكون خلال تشرين الأوّل (أكتوبر) في حي التضامن الذي يفوق عدد سكانه ثلاث محافظات تونسية، وهو أكبر حي سكني في أفريقيا، ويفتقر إلى أبسط ضروريات الحياة، ما حوّله إلى خزان للانحراف والتطرّف. ثم يزور «أحلام متجوّلة» حي الزهروني، أحد أحزمة الفقر حول العاصمة، ليتجّه نحو الجنوب وتحديداً إلى مدينة توزراشهر الواحات التونسية التي ينحدر منها شاعر إرادة الحياة أبو القاسم الشابي.