تشهد هذه الدورة من «مهرجان بيروت الدولي للسينما» عودة مسابقة الأفلام الشرق أوسطية الروائية بعد غياب سنتين. من بين الأفلام المختارة «باستاردو» (6/10 ـ س:22:00) للتونسي نجيب بلقاضي الحائز جائزة أفضل فيلم روائي طويل في «مهرجان ميلانو». يشرح الشريط الواقع السياسي والاجتماعي المتغير في تونس اليوم من خلال حكاية الطفل اللقيط محسن، وصراع المهمشين للعيش ضمن الحي الفقير الذي يصوّره المخرج وتنازعهم بشراسة على السلطة والمال.
نشاهد أيضاً «الدليل» (8/10 ـ 19:30) للجزائري عمر حكار الذي شارك أيضاً في «مهرجان دبي السينمائي». يضيء العمل على معاناة الرجل ضمن المجتمع الجزائري الذكوري، فيصور قصة رجل تتهمه امرأة حامل لا يعرفها بأنه أبو طفلها، لكن كي يثبت براءته عليه أن يعترف بعقمه، ما سيجرّده من رجولته في نظر المجتمع الذكوري. وبسبب هذا الوهم الذكوري الذي يلاحقه في رأسه، لا يدافع عن نفسه ويكتفي بالصمت، مفضلاً أن يراه المجتمع بصورة المذنب بدلاً من الرجل العقيم، ما يؤدي به إلى خسارة زوجته. أما في مسابقة الأفلام الوثائقية، فيتنافس فيلم «شلاط تونس» (6 و7/10) للمخرجة كوثر بن هنية إلى جانب عدد من الأفلام الأخرى. الشريط الذي يمزج بين الروائي والوثائقي، يروي قصة «الشلاط» الرجل المجهول الذي كان يتجول على دراجته النارية سنة 2003 في تونس ويضرب أرداف النساء بشفرة أو سكين، وما زال شبحه يثير الرعب في النساء التونسيات حتى الآن.
قضى تامر العوام
في حلب خلال تصوير «سوريا من الداخل»
ورغم قسوة الموضوع، إلا أن المخرجة تنجح عبر سردها السينمائي الذي يخلو من التراجيديا ويميل إلى الطرافة الذكية، في تحليل هذه القضية من زوايا مختلفة، مبرزة جذورها في قلب المجتمع التونسي. من خلال الكاستينغ الذي تجريه، ترينا العدد الكبير من الشباب الذين يدعون جميعاً أنّهم «الشلاط» للفوز بهذه البطولة الوهمية. تتوغل المخرجة في الأحياء الفقيرة القذرة، مصوّرةً حالة الركود والسقم التي تعتمل في النفوس وتستخدم شبح «الشلاط» كحجة سينمائية لتفكيك بناء المجتمع التونسي وتشريحه وتحليل تناقضاته. يشارك أيضاً في مسابقة الأفلام الوثائقية «اسكندرية… كعب داير» (6 و8/10) للمصرية فاتن البنداري، الذي يصوّر الشاب المصري آسر العائد من السفر، والذي يجول بعدسته الفوتوغرافية في الإسكندرية، بحثاً عن المدينة التي لما تزل حية في ذاكرته ولم يعد يتعرف إلى ملامحها بعد كل التغييرات التي ألمت بها والمباني الجديدة التي ترتفع مهددةً بالسقوط في أي لحظة. من الأفلام المشاركة في المسابقة أيضاً شريط «سوريا من الداخل» (4 و5/10) للمخرج السوري تامر العوام، الذي قضى قبل أشهر في حلب بعد عودته إليها من ألمانيا حيث كان يدرس السينما لتوثيق ما يجري. لذا، صوّر ناشطون مشهد وفاته المؤلم وهو يلفظ أنفاسه الأخيرة. الفيلم الذي لم يتسنّ لتامر العوام إنهاؤه، استكمله صديقه المخرج يان هيليغ مع الأخوين محمد وأحمد ملص وآخرين ليرى النور أخيراً. أيضاً، السينما الخليجية حاضرة في المسابقة الوثائقية عبر فيلم «هودجكينز» (6 و7/10) للبحريني محمد جاسم.
في مسابقة الأفلام القصيرة، يشارك فيلم «خطوات» (7/10) لسلمان يوسف و«مكان خاص جداً» لجمال الغيلان (7/10 ــ شارك أيضاً في المسابقة الرسمية في «مهرجان الإسماعيلية الدولي للأفلام التسجيلية والقصيرة»). أيضاً، سيعرض ضمن هذه المسابقة الفيلم الاستثنائي «أكثر من ساعتين» (7/10) للإيراني علي أصغري الحائز جوائز عدة.
يروي العمل قصة فتاة تواجه خطر الموت نزفاً بسبب القانون الذي يتطلب حضور أهلها إلى المستشفى، وإلا فلن يسمح بعلاجها. إنّه حكم إعدام من نوع آخر بالنسبة إليها إذا اكتشفوا علاقتها بصديقها وفقدانها عذريتها. أما السينما اللبنانية، فتشارك عبر أربعة أفلام قصيرة (7/10) هي: «المرآة» للمخرجة الفرنسية اللبنانية سيلين قطيش، و»مع روحك» لكريم الرحباني (الاثنان من إنتاج معهد الدراسات السمعية البصرية والسينمائية في «جامعة القديس يوسف»)، بالإضافة إلى «بعتذر منك بيروت» لأنطوان فاضل، و«يلدا» لرشا فرج.