عن 80 عاماً، رحل أحد أبرز رواد الفن المعاصر في المحترف المغربي. هكذا، انطفأ فريد بلكاهية (1934 ــ 2014) مساء الخميس في مراكش بعدما عانى طويلاً من المرض. بلكاهية الشغوف بالفن، بدأ بالرسم عندما كان في الـ 15 من عمره. سريعاً، ستجد أعماله طريقها إلى العرض بدءاً من عام 1953.

بعد ذلك، يمم بلكاهية شطر باريس حيث درس في معهد الفنون الجميلة من عام 1954 حتى 1959. ولدى عودته إلى المغرب عام 1962، أدار معهد الفنون الجميلة في الدار البيضاء حتى عام 1974 قبل أن يتفرّغ لإبداعه. تجربة رائدة استندت إلى الاشتغال بالنحاس، والخشب، والصبغ الطبيعي وأعمال امتلأت بالرموز الأمازيغية ووشم الحناء، والموروث البصري التقليدي ممزوجة بعناصر عالمية. منذ 1966، نفخ روحاً جديدة في المحترف المغربي، ساعياً إلى تخليصه من الإرث الكولونيالي وتكريس مفاهيم معاصرة. في عام 1969، قام مع مجموعة من مجايليه بتنظيم معرض في ساحة جامع الفنا، كما أنّه كان من الرعيل المؤسس لـ «مهرجان أصيلة». أعماله وجدت طريقها إلى «مركز بومبيدو» المرموق للفن في باريس، كما خصص له «متحف» في الدوحة صالة كاملة لأعماله. اشتهر بلكاهية أيضاً باهتمامه بالفضاءات العامة، فأنجز منحوتات كبيرة في أماكن عامة في مراكش والدار البيضاء. آخر معارضه أقامته غاليري «لاتولييه 21» في الدار البيضاء خلال شهر كانون الأول (ديسمبر) 2013.