في الثانيةِ الأخيرةِ من هذه الليلة المجيدة (ليلةِ التوسّلاتِ والأناجيل والدم)كلٌّ في خندقه؛ كلٌّ في عماءِ غريزتِهِ وجنونِ قوّته؛
وكلٌّ في قلعةِ هلاكه...:
المحاربون تبادلوا تحياتِ العيد
بالقذائفِ ورشقاتِ الكراهيةِ والصواريخ.
وكلٌّ، حسبَ عقيدةِ ظلامهِ وحديدِه،
تمنّى للآخر موتاً سريعاً، ونهايةَ حياةٍ مؤكّدة.

..
أما نحن، شهودَ المذبحةِ الخائفين، عديمي الحيلة،
فقد ودَّعْنا أعوامَ حياتنا البائتة
ونحن نرتجف تحت الظلماتِ والأغطية...
نَعُدّ الحياةَ بتَكْتَكاتِ أسناننا
ونتمنى هلاكَ جميعِ الأقوياء.
1/1/2014

الشهيد في صورته



«إلى حليم علّاو»
حزينٌ في صورته.
حزينٌ كمنْ يعرف أنه يُقيم في صورةِ ميْت.
حزينٌ في أحشاءِ نفسه.
حزينٌ، وديعٌ، مرتبكٌ، ساكتٌ، خجولٌ، دامعُ الحاجبين والعينين والفمِ والذقن والنظرةِ ومَيْلةِ العنقِ والحرقةِ الخفيّةِ تحت الجفنِ وشهقةِ الخائف التي يتعذّر سماعُها.
حزينٌ في صورتهِ التي (بدءاً من هذا اليوم: الاثنين 14/4/2014 ستصيرُ بيتَ حياتهِ الأبديّ).
حزينٌ... حزينْ
كأنه، مِن شدّةِ ما أتعبَهُ الهروبُ من الموت،
يوشكُ على البكاء
فوق جثمانِ نفسه.
15/4/2014