لا تتوقف سِير الوسط الفني في سوريا. رغم صوت الرصاص الذي يطغى على كل شيء في بلادهم، إلا أنهم وجدوا لأنفسهم مكاناً على خريطة الدراما العربية بعدما نقلوا إقاماتهم من دمشق إلى بيروت أو القاهرة أو دبي. ثم تفرّغوا لخلافاتهم التقليدية، ونشر غسيلهم على شاشات التلفزيون. هكذا، شاهدنا نيشان في برنامجه الرمضاني «ولا تحلم» يُطرب لسماع فنانات سوريات يكشفن للجمهور أسرار حياتهن الشخصية والزوجية!على خط موازٍ، يتعرّض عدد من هؤلاء النجوم منذ فترة لحملة قرصنة مُمنهجة تطاول حساباتهم على مواقع التواصل الاجتماعي. وفي حال نجاح عملية الاختراق تلك، سرعان ما يتحوّل الممثل إلى ضحية ابتزاز. يطالبه الـ «هاكر» بالمال «ليُستر» عليه ويعيد له حسابه، خصوصاً إذا كان هذا الحساب يحتوي على تفاصيل وصور شخصية حميمة. طبعاً، قد تصل القرصنة إلى أماكن أبعد من ذلك، عند السيطرة على المكالمات الشخصية والصور وجميع محتويات البرامج التي تعمل من خلال الاتصال بشبكة الانترنت، طالما أنّ الشخص المقصود يستخدم الهاتف الذكي.

عموماً، تحوّلت قضية القرصنة الالكترونية خلال الأسابيع الماضية إلى حديث الساعة مع تلقّي مجموعة من النجوم تهديدات باختراق صفحاتهم على الشبكة العنكبوتية. البداية كانت مع الممثلة السورية نسرين طافش التي سجّلت رقماً قياسياً في أعداد الصفحات المزوّرة التي تحمل اسمها على مختلف مواقع التواصل الاجتماعي.
ورغم أنها صرّحت قبل أكثر من عام ونصف العام عن تهكير حسابها على فايسبوك، وعدم مسؤوليتها عنه بعدما نشر الـ «هاكر» صوراً تمجّد الرئيس بشار الأسد والجيش السوري وتخوّن زملاءها، إلا أنّ كل ذلك لم ينفع.
وكان المالك الجديد للصفحة أعاد نشر محادثات سبق لطافش أن أجرتها مع أصدقائها. ورغم حالة العداء الكبيرة التي سبّبها الموقف لنجمة «جلسات نسائية» مع الكثير من زميلاتها، إلا أنها آثرت الصمت المطبق على الموضوع. وعبّرت طافش في حديث لـ «الأخبار» أن «ما يحدث أقلّ من أن يُردّ عليه، خصوصاً أنه سبق أن صرّحتُ عن فقدان الصفحة منذ زمن طويل، ولا يمكنني إلا أن أترفّع عن الردّ في ظلّ ما يحدث في العالم العربي». في مقابل ذلك، تنتحل بعض الصفحات على فايسبوك أسماء أشهر النجوم السوريين على غرار عابد فهد، ومرح جبر، وباسل خياط، وتيم حسن وعبد الهادي الصباغ، وقصي خولي. الأخير وقع ضحية اختراق بريده الإلكتروني منذ فترة وفق ما صرّح أحد القراصنة الممتهنين لهذه الجرائم.
وأضاف أنه «عثر على محادثات وصور بين خولي والممثلة الجزائرية أمل بوشوشة» وجرّب الحصول على مبالغ مالية مقابل ما حصّله. لكن تهديداته لم تثمر بعدما كذّبت نجمة «الأخوة» (إخراج سيف الدين السبيعي) هذه القصة واعتبرت أنها محاولة يائسة لابتزازها.

سجّلت نسرين
طافش رقماً قياسياً
في أعداد الصفحات المزوّرة

على طرف مقابل، فقد النجم السوري عبد المنعم عمايري صفحته على فايسبوك قبل أيام. وبعد استعانته ببعض أصدقائه، استنتج أن سبب إغلاق الحساب هو «نتيجة محاولات متكرّرة من أشخاص مجهولين لتهكيرها، فما كان من إدارة الموقع الأزرق إلا أن أغلقت الصفحة على الفور وانتظرت مني أن أرسل لها صورة لي حاملاً جواز سفري بشكل واضح، لتثبيت الحساب من جديد باسمي» على حد تعبير عمايري لـ «الأخبار». ويضيف نجم برنامج «شكلك مش غريب»: «هذه الإجراءات باتت تُتخذ فوراً إذا كان صاحب الصفحة المخترقة شخصية مشهورة، وكان هناك العديد من الصفحات المزورة التي تتنحل اسمه». وعن إمكانية استعادة حسابه، يشرح: «وجدت أن هذا الموقع كان يأخذ مني وقتاً يلزمني لأشياء مفيدة، خصوصاً أنني كنت مجرّد متصفّح لا أكتب تعليقات إلا نادراً.
أستمتع حالياً بالتواصل عبر تويتر ولا أنوي التواجد مجدداً على فايسبوك». الحادثة حصلت أيضاً مع زوجته النجمة أمل عرفة، واعتبرت أنها ليست مستهدفة بشكل شخصيّ ولم تقم وزناً للموضوع.
أما نجم الكوميديا السورية قاسم ملحو فيروي لـ «الأخبار» بنفَس كوميدي تفاصيل اختراق حسابه. يقول: «الغريب أن من أعاد لي الصفحة هو صديق هندي بعدما جرّبت الدخول لأكثر من مرّة ولم أنجح، وعرفت وقتها أن حسابي على فايسبوك سرق.
لذا دخلت من صفحة بديلة وبدأت البحث عن الحرامي، وبعدما استنجدت بالصديق الهندي، شرح لي أن هناك من استهدفني بتبليغات أوقفت صفحتي، رغم أنها لا تحوي أيّ آراء سياسية. مع ذلك لم أسلم من التبليغ. تحلّيت بالصبر لمدة أسبوعين وأرسلت صورتي مع جواز سفري إلى الإدارة حتى نجحنا في استعادة
الصفحة».




كندة وتحريف القرآن

اضطرت الممثلة كندة حنا لتوزيع بيان صحافي توضح فيه الملابسات التي جعلتها عرضة لهجوم عنيف من مرتادي فايسبوك، بعدما كتبت إحدى الصفحات التي تنتحل اسمها تعليقاً يقول «كل أعوذ برب الفلق من الشعب العربي إذا انجلق». وحال نشر هذا التعليق، انهالت تهمة تحريف القرآن على نجمة «خواتم» التي قالت لـ «الأخبار» إنّها سبق أن صرّحت عن هذه الصفحة المزوّرة. وبعد هذه الحادثة، عادت كندة لتجدّد براءتها مما ينسب لها على هذه الصفحة وغيرها من الصفحات الافتراضية المزوّرة. من جهة ثانية، تمنّت حنا من وسائل الإعلام التأكّد قبل نشر أيّ تصريح يعود لشخصية مشهورة.