أوّل من أمس، اختُتمت الدورة 71 من «مهرجان البندقية السينمائي الدولي»، متوّجة «حمامة جالسة على غصن تتأمّل في الوجود» للمخرج السويدي روي أندرسون (1943ــ الصورة) بجائزة «الأسد الذهبي». واستحق جائزة «الأسد الفضي» لأفضل مخرج الروسي أندريه كونتشالوفسكي (1937) عن شريطه «ليالي ساعي البريد البيضاء». في فيلمه، يوثّق كونتشالوفسكي للقرية الروسية من خلال ساعي بريد حقيقي يسكن في قرية شمالية نائية.
جائزة «لجنة التحكيم الكبرى» التي اختارتها اللجنة برئاسة المؤلّف الموسيقي الفرنسي ألكسندر ديبلا، نالها الشريط الوثائقي «نظرة الصمت» للأميركي جوشوا أوبنهايمر (1974). في «نظرة الصمت»، يكمل أوبنهايمر ما بدأه في شريطه «فعل القتل» (2012)، متناولاً حقبة التطهير الشيوعي في إندونيسيا بين عامي 1965 و1966، لكن بأسلوب تحليلي معمّق لقصص إبادة أكثر من نصف مليون إندونيسي بعد الانقلاب العسكري على أحمد سوكارنو. جائزة «لجنة التحكيم الخاصة» حصدها «سيفاس» للتركي كعان مودجسيه، فيما نال فيلم Tales للإيرانية رخسان بني اعتماد جائزة «أفضل سيناريو» عن النص الذي كتبته المخرجة مع فريد مصطفاوي. وقد منحت جائزتا أفضل ممثلة وممثل إلى الإيطالية ألبا رورواشر والأميركي آدم درايفر عن دورهما في فيلم «قلوب جائعة» للإيطالي سافيريو كوستانزو.
ولدى تسلّمه «الأسد الذهبي» عبّر أندرسون عن سعادته وشرفه بنيل هذه الجائزة «خصوصاً في إيطاليا، البلد الذي قدّم الكثير من التحف السينمائية». ويعدّ فيلم المخرج السويدي «حمامة جالسة على غصن تتأمّل في الوجود» الجزء الأخير من ثلاثيته التي تضمّ «أغنيات من الطبقة الثانية» (2000) و«أنت، الحيّ» (2007) وفيما لم يكن متوقعاً فوزه بالجائزة الذهبية، قارن النقاد الشريط بأعمال السويدي إنغمار برغمان والثنائي «لوريل وهاردي». وتضمّن «حمامة جالسة على غصن تتأمّل في الوجود» 39 مشهداً هزلياً وعبثياً قصيراً، ويتتبع بائعَيْن (جوناثان وسام) يجولان في مدينة غوتنبرغ المعاصرة، ويعرضان أغراضاً للبيع من دون أن يشتريها أحد، فيردّدان العبارة نفسها «نريد مساعدة الناس على الاستمتاع»، بينما تظهر ملامحهما المتجهّمة والكئيبة.