بعد خمسة أشهر من الحضور الالكتروني، احتفلت الصحافة العربيّة اليوميّة، أوّل من أمس، بصدور النسخة الورقيّة الأولى من «العربي الجديد». تنتمي الجريدة إلى تجربة الصحف العابرة للأقطار، فهي بمعزل عن هويّتها القطَريّة، تصدر من مراكز مختلفة بين بيروت والدوحة ولندن (شركة «فضاءات ميديا ليميتد»).
العدد الأوّل كان غلافه مخصصاً للعراق، وافتتاحية موقعة من قبل هيئة التحرير تحت عنوان «ما الجديد؟». العدد الثاني الذي بيع في بعض أكشاك بيروت ومكتباتها أمس، مخصص لحوار مع خالد مشعل يعطي فكرة عن مشاغل الجرنال ورسالته. وإذا كانت نسخة الـ «بي. دي. أف» متوافرة عبر الموقع الإلكتروني، فإن قلّة من القرّاء أمسكت بالجريدة بين يديها في الدول التي يتوقّع أن تُطبع فيها مستقبلاً. وأسعار النسخة على الصفحة الأخيرة، تعبّر عن استراتيجيّة توزيع طموحة، تتجاوز شقيقتيها السعوديّتين «الحياة» و«الشرق الأوسط»: فهي واردة بعملات جميع الدول العربية اضافة الى بريطانيا وألمانيا وإيطاليا وإسبانيا وتركيا وعدد من الولايات الأميركية.

هيئة التحرير
يقودها الإعلامي المصري وائل قنديل

هيئة التحرير يقودها إعلامي مصري مقرّب من الإخوان اسمه وائل قنديل يشغل منصب رئيس التحرير، يعاونه الصحافي السوري بشير البكر. أما الهويّة البصريّة للجريدة، لناحية التبويب والزوايا والحرف، فتحمل بصمات زميلنا الفنّان والمصمّم الفنّي إميل منعم، كما يبدو جليّاً لأي قارئ يعرف جريدة «الأخبار». شكل الجريدة ينتمي إلى مدرسة التابلويد الذي تتصدره صورة الموضوع الأساسي مع اشارات وبراويز وعناوين في مختلف جهات الغلاف. ويطابق الحجم أسلوب الجريدة الاميركية USA Today .
أما الخط السياسي للجريدة الذي يرسمه المفكّر العربي عزمي بشارة، فأقل ما يقال فيه إنّه جدليّ في جمعه بين «يسار الربيع العربي» والتيّار الاسلاموي الرافع راية الديمقراطيّة على طريقة «النموذج التركي» من دون القطع مع التيارات السلفية التي تنضوي اليوم في اطار المجموعات المسلحة المقاتلة في سوريا والعراق ومصر وليبيا واليمن. ما يجعلها حاليّاً أبرز جريدة عربيّة ناطقة بإسم «الإخوان المسلمين». في مقالة مبتكرة لحمزة المصطفى، نقرأ أن السمة المميّزة لـ «حماس» أنّها «مقاومة لا تحتل دولاً لتقاوم، كما فعل حزب الله في سوريا». وفي مقالة رياضيّة لنبيل التليلي عن إريك أبيدال، نكتشف أن لاعب كرة القدم الفرنسي المصاب بمرض مضن «قبل بقضاء الله».
لا شك في أنّ انضمام مولود جديد إلى عالم الصحافة الورقية بادرة خير في ظل التحديات الكبيرة التي تواجهها حول العالم، وفرصة جديدة تحث على مزيد من المنافسة. وبمعزل عن الخلفيّة السياسية، لا يسعنا سوى أن نرحّب بانطلاق يومية عربيّة جديدة عصريّة المظهر وأنيقته، جريدة ورقيّة في زمن الصحافة الالكترونيّة، تطبع في بلدان مختلفة، وتعطي زخماً للمهنة والعاملين فيها… ما يصب في النهاية في مصلحة القرّاء.