عمان | يلمح شعار مهرجان «خان الفنون» في نسخته الأولى الذي انطلق مساء الثلاثاء في عمان بطريقة مباشرة الى الوضع الثقافي والسياسي السيء الذي تعيشه المنطقة في الوقت الحالي. رغم أنّ «داعش» هو حديث الساعة في الأردن وما حوله، يبدو بروز مهرجان ثقافي جديد في المشهد الأردني في خضم نزيف فكري تشهده المنطقة حدثاً مهماً تكمن أهميته في محاولة التشبث بما يؤمن به الفنانون والمثقفون.
عنوان مثل «الفن في مواجهة التجهيل» يضع المواجهة في خانتها الأولى: المعركة فكرية وثقافية بقدر ما هي سياسية أيضاً. لكن التساؤل يبقى مهماً عما إذا كانت مهرجانات من هذا النوع قادرة على المواجهة والتغيير المباشر، كما يوحي العنوان، أم كونها نوعاً من التحدي والمقاومة على الأقل.
المهرجان الذي انطلق من مدرج «الأوديون» الروماني في وسط عمان بقراءات لشعراء عرب راحلين كأنسي الحاج وأحمد فؤاد نجم وغيرهما يلقيها ضيوف المهرجان تلته حفلة موسيقية لثلاثي «ميهمت بولات» من تركيا، يستمر حتى السابع من أيلول (سبتمبر) بتنظيم من كل من الشاعرة جمانة مصطفى، والصحافية سارة القضاة والتشكيلية ريم يسوف والموسيقي طارق الجندي، بالتعاون مع «أمانة عمّان الكبرى،».

أمسيات شعرية وموسيقية ومعرض تشكيلي
يطمح الحدث إلى استضافة أسماء مهمة وشابة من تشكيليين وشعراء وموسيقيين من المنطقة ضمن فعاليات موزعة تأخذ العاصمة الأردنية الحصة الأكبر منها وتحديداً في مركزها الثقافي في جبل اللويبدة، بالإضافة الى ثلاث فعاليات في كل من مادبا، والسلط والفحيص موزعة على ثلاثة أيام.
في «خان الشعر»، تقرأ أسماء مثل زهير أبو شايب، وعبود الجابري، وسمر دياب وجيهان عمر، بينما يشتغل التشكيليون الأحد عشر المشاركون في ورشة «خان الرسم» مثل مهنا الدرة وبهرم حاجو وتيسير بركات التي يفتتح معرضها التشكيلي في اختتام المهرجان.
نخبوية الثقافة والفن هي ما يطرح دائماً، والتساؤل مشروع عما إذا كانت مجانية العروض أمراً كافياً للوصول إلى الجمهور الذي يطمح المهرجان في فعالياته المختلفة مخاطبته، بدلاً من احتضان النخبة بعضها بعضاً.
هكذا يوحي العنوان على الأقل، باعتبار الفن فعل مقاومة ثقافية. وفي حين قد تبدو المواجهة المباشرة بالفن مع العقلية التجهيلية المسلحة أمراً رومانسياً، إلا أن إقامة وصمود فعاليات مماثلة غير ربحية وجادة في هذا الوقت أمر ضروري ومهم بحد ذاته في الثبات على الأرض.




«خان الفنون»: حتى 7 أيلول (سبتمبر) ــ عمان، مادبا، والسلط والفحيص
www.khanalfunoun.org