تبدو الكاتبة كلوديا مرشليان على عجلة من أمرها. هناك الكثير مما يتعين عليها إنجازه. فرغت للتو من كتابة الحلقات التسعين لـ«حي الورد» (إنتاج «أندي مول») الذي هو مسلسل عاطفي اجتماعي كما تصفه، متكتمّةً على تفاصيله الأخرى. كذلك، تستعدّ للدخول في أجواء مسلسل جديد مشترك بين لبنان ومصر، تنتجه شركة MR7 (مفيد الرفاعي)، فيما وقّعت أخيراً اتفاقاً مع شركة «سيدرز آرت برودكشن» (صادق الصباح) بخصوص مسلسل يتوقع عرضه العام المقبل. بمقدار إسرافها في الكتابة، تميل مرشيليان إلى الإقلال من الكلام.
تفضل أن تترك أعمالها تتحدث عنها، فلديها من الأعمال المتراكمة وفق زمن قياسي، ما يجعلها تطمئن إلى سلامة موقفها وحسن الأداء. بعد «روبي» (إخراج رامي حنا) و«جذور» (إخراج فيليب أسمر)، وصولاً إلى «اتهام» للمخرج السابق نفسه، صار للممثلة السابقة من الحضور ما يغنيها عن النقاش النظري، ويكفيها للزعم أنّ حدود الإنجاز تمتد بين قبول المشاهد وإقبال الجهات المنتجة. ما عدا ذلك يغدو تفاصيل، يسهل، بل ربما يجدر تجاوزها. وفقاً لمرشيليان، فإن كل مسلسل يحمل نكهته الدرامية المميزة بغض النظر عن عدد حلقاته. العمل الماراتوني يتطلب ترخيم النص بطاقات تمثيلية وافرة، وبمناخات حدثية متنوعة من دون أن يؤول الأمر إلى تجربة مغايرة بالضرورة، فقط بعض الخصوصية ذات السمة التقنية هي التي تفرض نفسها.

تدافع بقوة
عن ظاهرة الأعمال العربية المشتركة

أما المعيار الحاسم، فيبقى دائماً في مدى تقبل المشاهدين للعمل المقترح وإقبالهم عليه. لا توافق الكاتبة على أن الدراما التركية هي التي فتحت الباب عربياً أمام المطولات الدرامية. تعود إلى «العاصفة» التي هبت على مدى ثلاثة أجزاء قبل الموجة التركية. أيضاً المسلسلات المكسيكية كانت سباقة على هذا الصعيد.
تنظر صاحبة «اتهام» بإيجابية إلى ظاهرة الأعمال الدرامية العربية المشتركة السائدة، والمرشحة للمزيد من الرواج في المدى المنظور، ترى أنها توسع مساحة النجومية لتمتد على أرجاء العالم العربي بدلاً من أن تبقى محصورة في الإطار المحلي الضيق. وتشير إلى أن لبنان هو المستفيد الأول منها لأنه يمثل أرضاً بكراً وفق المفهوم الدرامي، سواء بالمعنى الجغرافي، أو في ما يتصل بحضور العناصر البشرية، وذلك، برأيها، عامل رئيسي في تشجيع المنتجين على تفعيل وجودهم فيه. وفي سياق مواز، تستغرب مرشيليان ما يثيره بعض أهل الدراما في لبنان من تحميل النتاجات العربية المشتركة مسؤولية سوء تقدير الإمكانات اللبنانية: كل يقف في مكانه، وينال المكانة التي يستحقها، وإن كان للبعض أوهامه الشخصية حول حقيقة حجمه فتلك إرباكات ذاتية يجدر بأصحابها التخلص منها. لا تعوز الكاتبة الحجة في إثبات وجهة نظرها: «قدمت ميريام فارس في مسلسل «اتهام» وقد أخذت فرصتها المستحقة».
في ١٢ أيلول (سبتمبر) المقبل، تطل كلوديا مرشيليان للعام الثاني على التوالي كمديرة لأكاديمية «ستار أكاديمي» في موسمه العاشر الذي يرجح عرضه على lbci و«سي. بي.سي.». هي تبدو أكثر تقبلاً لدورها الرديف في تضمين يوميات المشاركين جرعة إضافية من الدراما. الممثلة التي زهدت بالأضواء، تقول إنّها لا تخشى الوقوع في فخ الاستهلاك، فهناك دوماً ثمة مستجدات يومية في حياة الطلاب وهي تغوي بمتابعتها. أيضاً ليست المسافة شاسعة بين التوجيه الأكاديمي والكتابة الدرامية، ففي التطورات المتسارعة التي ترسم مسار طلاب مغمورين نحو عالم الشهرة والنجومية الكثير مما يرفد المخيلة بمقومات الإثراء.