القاهرة | نجح المخرج مروان حامد والروائي أحمد مراد في فيلم «الفيل الأزرق» (الصورة) في استثمار ما بدأه النص الأدبي الذي كتبه مراد من تحقيق «جماهيرية واسعة» رغم كونه نصاً من دون خطاب روائي مميز (الأخبار ٢٩/4/ ٢٠١٤). مع طرح «الفيل الأزرق» في الصالات المصرية، توالت ردود الفعل المشيدة بالديكور والملابس وأداء بعض الممثلين، خصوصاً خالد الصاوي وكريم عبد العزيز، فيما وجِّهت انتقادات لنيللي كريم التي اتهمت بالعودة إلى أدائها الباهت بعد نجاحها في مسلسلي «سجن النسا» و«ذات».
يتناول الفيلم قصة يحيى (كريم عبد العزيز) الطبيب النفسي الذي يعود إلى عمله في «مستشفى العباسية للأمراض العقلية والنفسية» عقب انقطاع 5 سنوات، ليلتقي بصديقه وزميله شريف (خالد الصاوي) الذي أحالته النيابة العامة إلى المستشفى للتأكد من سلامة قواه العقلية بعدما قتَل زوجته. وتبدأ سلسلة من العلامات الغريبة.

يعزو العمل الاضطرابات النفسية والعقلية إلى الجن!

يكشف المؤلف والمخرج أنّ شريف «ملبوس بالجن نائل!». بعدما رسمت «ديجا» وشماً ممسوساً على فخذ زوجة شريف، أصابه المس الشيطاني وارتسم على جسده وشماً غريباً قاده إلى قتل زوجته. في الثلث الأخير من الفيلم، يقرّ فريق العمل بوجود «الجن»، ويلوذ بالوعي الشعبوي والرؤية الموروثة، لتنتهي القصة بمراعاة المحكمة لحالة شريف كأنّ هناك قاضياً أو محكمة اقتنعت بتأثير القوى الخفية على الجاني. لم يعتمد الفيلم على تقنيات «الواقعية السحرية»، ولم تختلط الحقيقة بالأوهام طوال العمل، باستثناء مشاهد المأمون وممارسته الجنس مع جاريته. بالتالي لا يمكن التعامل مع العمل إلا كونه رسالة «واقعية» من قبل صناعها.
ليس «الفيل الأزرق» أول فيلم مصري يتناول وجود «الجن». في 1985، أخرج محمد راضي «الإنس والجن» من بطولة عادل إمام ويسرا، وتناول لقاء الخبيرة «فاطمة» لجن في هيئة «خبير سياحي» يحاول إبعادها عن خطيبها «أسامة». تنتهي القصة بقراءة آيات قرآنية فيحترق الجن على الفور. يسرا هي الضحية ذاتها في فيلم «التعويذة» (تأليف وإخراج محمد شبل وبطولة محمود ياسين وتحية كاريوكا). بعد ظهور الجن بأرجل الماعز، والهلاوس والأشباح، ينهي الزوج الأزمة بقراءة آيات من الكتاب، فتحترق الأرواح الشريرة. النهاية ذاتها اعتمدها مراون حامد. لجأ يحيى إلى الطلاسم التي تشير إلى اسم الله الحامي ونصوص القرآن والرقى والتعاويذ، فيحترق «نائل». يأتي «الفيل الأزرق» كحلقة جديدة في سلسلة أعمال تؤمن بوجود كائنات خرافية ذات قوة تدميرية تسمى «الجن»، ولا سبيل للتخلص منها إلا باللجوء إلى النصوص المقدسة. بالتالي فإن أي أعراض لأمراض نفسية أو عقلية هي ناتجة من القوى الشريرة أولاً وأخيراً.