«أغاني أرض بلادي» هو العنوان الذي اختاره المخرج الايراني عباس رافعي لفيلمه الجديد الذي سيصوّره في لبنان. يعدّ المشروع محاولة للمخرج في تعميق تجربته اللبنانية بعد فيلم «الغرباء» (الأخبار 23/10/2013). رافعي صرّح لمواقع فارسية عدة أنّه «سبق أن قدّمت «الغرباء»، وأعتقد أنني أمتلك حالياً تجربة في إخراج الأفلام السينمائية، كما أتواصل مع مجموعة من نجوم السينما اللبنانية ومنهم من وافق على «أغاني أرض بلادي»».
ينتقد رافعي ما يُطلق عليه المنظور السياحي للسينمائيين الإيرانيين الذين أنجزوا أفلامهم في لبنان، وعلاقتهم العابرة بالمكان وخصوصياته، ويعتقد أن ذلك أبعدهم عن إنتاج أفلام بعين عربية. ويراهن في «أغاني أرض بلادي» على إنجاز عمل يغوص عميقاً في خصوصية المكان، واصفاً إياه بـ«مشروع بعين عربية وبمعايير السينما العالمية، والهدف هو المُشاهد أينما كان وليس الايراني أو العربي فقط».
تناول المخرج الإيراني في «الغرباء» حكاية حبّ بين شاب وفتاة من فلسطين، ولعب البطولة قصي خولي وليليا الأطرش الذين يتمّ الاستيلاء على قريتهما بعد سيطرة الإسرائيليين على أرض فلسطين، ويؤدّي ذلك إلى تفريق الحبيبين. لم يكشف رافعي عن سيناريو العمل الجديد، لكن تجربته السابقة في السينما حظيت بإشادة النقاد الإيرانيين على خلاف نظرائهم في البلاد العربية (الأخبار 23/10/2013). إذ اعتبر النقاد الإيرانيون المشروع مختلفاً عن الأفلام التي صورت خارجاً.
كما أنّ المشروع حمل هوية المكان على خلاف الأعمال السابقة التي بقيت محافظة بكل خصائص الفيلم الإيراني ولم تغيّر سوى أماكن التصوير. الجديد في التجربة اللبنانية الثانية للمخرج هو إشراك ممثلين وممثلات من روسيا. خطوة تشير إلى تطوّر مسار الأفلام الايرانية التي بدأت بتمثيل محليّ ثم منحت مكانة للممثليين العرب.
ويكشف المنتج أمير حسين شريفي أنه سيجرى تصوير «أغاني أرض بلادي» قريباً، كما يتكوّن طاقم العمل من اللبنانيين باستثناء المخرج ومدير الصوت والمشرف على المكياج. ويشير المنتج إلى أن «المشروع المنتظر يتناول قصة حبّ في ظروف صعبة بين فتاة مسيحية وشاب مسلم. كما يركّز على الحبّ في خضم ظروف استثنائية». ويضيف شريفي «في هذا العمل، ثمّة سعي لطرح موضوع الحبّ في سياق حقيقي وذي صدقية تاريخية يؤكّد إمكانية التعايش السلمي النموذجي بين جميع المذاهب والأديان. كما يشير الفيلم إلى القوى الظلامية التي تسعى إلى نسف قيم التعايش بين اللبنانين، على غرار التنظيم الإرهابي «داعش» الذي يمثل القوى الظلامية في الوقت الراهن».



منافساً على «الفجر»

في تصريحات أدلاها لمواقع فارسية عدة، أشار أمير حسين شريفي منتج فيلم «أغاني أرض بلادي» لعباس رافعي الى أن العمل سيشارك في الدورة المقبلة من «مهرجان الفجر السينمائي الدولي» في الأشهر المقبلة. لكن من خلال نظرة سريعة على الأفلام التي نالت أهم جوائز المهرجان في السنوات العشر الأخيرة، يتضح أن السينما المستقلة كان لها الحصة الكبرى في حصد الجوائز. وهنا يتساءل المتابعون للسينما الإيرانية: هل تسهم الأفلام المدعومة حكومياً التي أجري تصويرها وإخراجها في بيروت في إغراء السينما المستقلة، لتقدّم من بيروت تجارب مختلفة عن السينما الرسمية، خصوصاً أنّها أقل كلفة بالمقارنة مع إنتاج وإخراج الأفلام في دول أوروبية؟