عبر موقع change.org، وقّعت مجموعة كبيرة من الفنانين والكتّاب والصحافيين والشخصيات والمنظّمات العامة على عريضة بالإنكليزية تطالب بإقامة حفلة رودجر ووترز التي كانت مقرّرة في فرانكفورت في 28 أيار (مايو) الماضي، بعدما ألغتها بلدية المدينة وولاية هيسن الألمانية، على خلفية آراء الفنان البريطاني ومواقفه المعارضة للاحتلال الإسرائيلي وجرائمه.ولفت الموقّعون الذين اقترب عددهم من عشرة آلاف لغاية كتابة هذه السطور، إلى أنّهم «منزعجون بشدّة من الجهود التي بذلها المسؤولون الألمان لتشويه سمعة ووترز وإسكاته»، لافتين إلى وجود ذريعتين فقط، هما أنّ الفنان البالغ 79 عاماً دعم حملة المقاطعة الثقافية التي يقودها الفلسطينيون ضدّ إسرائيل، وأنه قارن الحكومة الإسرائيلية بنظام الفصل العنصري في جنوب أفريقيا. في هذا السياق، شدّدت العريضة على أنّ «أيّاً من هذين الادعاءين لا يعتبر جديداً بالنسبة إلى ووترز أو خارج حدود الرأي العام السائد. منظمات حقوق الإنسان مثل منظمة العفو الدولية و«هيومن رايتس ووتش»، عرّفت إسرائيل كدولة فصل عنصري، وبالتالي، أجرى العديد من هذه المنظمات والأفراد المقارنة بين إسرائيل ونظام الفصل العنصري في جنوب أفريقيا». وتابع: «المتطرّفون هم الموجودون في حكومة إسرائيل لا منتقديها. يعتبر انتقاد ووترز لمعاملة إسرائيل للفلسطينيين جزءاً من دفاعه طويل الأمد عن حقوق الإنسان في جميع أنحاء العالم. وهو يعتقد أنّ جميع إخوتنا وأخواتنا في كلّ العالم، بغض النظر عن لون بشرتهم أو سعة جيوبهم، يستحقون حقوقاً متساوية بموجب القانون». كما أشار النص إلى تعليق رودجر الشهير بعد القرار الألماني: «منصتي بسيطة: تنفيذ الإعلان العالمي لحقوق الإنسان 1948 لجميع إخواننا وأخواتنا في العالم، بمن فيهم الموجودون في منطقة نهر الأردن والبحر الأبيض المتوسط، ودعمي لحقوق الإنسان هو دعم عالمي. وهو ليس معاداة للسامية التي تنطوي على البغض والعنصرية اللذين أدينهما بلا تحفظ كما أدين جميع أشكال العنصرية».
واعتبرت العريضة أنّ المسؤولين الذين يشوّهون سمعة ووترز «ينخرطون في حملة خطيرة تخلط عن قصد بين انتقاد سياسات إسرائيل غير القانونية وغير العادلة ومعاداة السامية. يرسّخ هذا الخلط الصورة المجازية المرتبطة باللاسامية التي تقدّم اليهود على أنّهم كتلة متراصة تدعم إسرائيل بشكل أعمى. بعض أشد منتقدي إسرائيل هم من اليهود. لكن أولئك الذين يستخدمون معاداة السامية سلاحاً يسهمون في ذلك».
وشدّد في النهاية على أنّه يتعيّن على المسؤولين في ألمانيا ومنظمي الحفلات والمنصات الموسيقية عدم الرضوخ لضغوط هؤلاء الأفراد والجماعات الذين يفضلون إزالة موسيقى ووترز بدلاً من التعامل مع القضايا التي تبرزها موسيقاه: «ندعو أولئك الذين ألغوا حفلته إلى التراجع عن قرارهم والنظر في تاريخهم الخاص من معاداة السامية والعنصرية والإبادة الجماعية وكيف يمكن إيقاف هذه الحالات اليوم في أجزاء أخرى من العالم، بما في ذلك فلسطين المحتلة».
ومن بين الموقّعين على العريضة، نذكر: الممثلة سوزان ساراندون، المخرج كين لوتش، المؤرخ والأكاديمي إيلان بابيه وغيرهم. (رابط العريضة)