دمشق | في ظل ندرة المسلسلات السورية اللافتة في رمضان، كرّس بعضها أدواراً لافتة أعادت الاعتبار لكثير من الأسماء. أوّل هذه الأدوار هو دور «ورد» الذي لعبته سلافة معمار في «قلم حمرة» (تأليف يم مشهدي وإخراج حاتم علي)، كشخصية محورية وبطلة مطلقة تتدخل في مختلف محاور الأحداث، فترويها، وتربط بينها. دور عادت به معمار إلى الواجهة، بعد أعمال عدّة لم تلق ذلك الصدى المتوقع، منذ تألقها بشخصية «غريتا» في «تخت شرقي» (2010)، وانتزاعها لقب النجمة بجدارة كبطلة لـ«زمن العار» (2009).
دور سلافة في «قلم حمرة» شكل علامة فارقة جديدة في مسيرتها الفنيّة، خصوصاً مشاهدها في الزنزانة التي اتكأت فيها على خبرتها المسرحية في الأداء. بعيداً من الصور التقليدية التي تجسّد عادة أهوال الاعتقال بصورة مباشرة، وقفنا أمام أنثى عاجزة، تستعين بتقويمها الفيزيولوجي لعدّ الأيّام، وتتداعى لمخيلتها ذكريات الماضي، وأسئلة المستقبل، فيما تحاول من خلال هذه الذكريات ببساطة البقاء على قيد الحياة.
ورغم حضورها المكثف في موسم دراما 2014 عبر مشاركتها في خمسة أعمال، إلا أنّ دور «فداء» الذي أدّته أمل عرفة في مسلسل «ضبّوا الشناتي» (تأليف ممدوح حمادة، وإخراج الليث حجّو)؛ يعتبر الشخصية الأكثر لمعاناً بين مجمل الشخصيات التي قدّمتها في رمضان. أعاد هذا الدور إلى الجمهور صورة أمل النجمة الخفيفة الظل، والأكثر حيويةً ولعباً أمام الكاميرا، مع تلوين دورها بمقاطع غنائية بصوتها، مكرسة في أذهاننا مجدداً العنوان الأبرز لمسيرتها: «الفنّانة الشاملة».
برهنت دانا مارديني
أنّها ممثلة تسير بخطى متسارعة نحو النجومية


قد يقول قائل إن دريد لحّام خارج المنافسة، وهذا صحيح تماماً لممثل كبير «أصبح تاريخه وراءه»، كما يردد هو في كثير من حواراته، لكن ثمّة مفارقة في ما قدّمه هذا العام تجدر الإشارة إليها إذ كانت الأنظار تتجه إلى شخصيّة «يوسف آغا النحّاس» التي جسّدها لحّام في مسلسل «بواب الريح» (تأليف خلدون قتلان، وإخراج المثنى صبح) تحت عنوان عريض: «دريد لحّام كما لم تروه من قبل»، غير أنّ هذا الكلام ربما ينطبق على الشكل فقط. لكن الإطلالة المفاجئة لدريد لحّام، كانت في «ضبّوا الشناتي»، حينما حل كضيف شرف في دور «أبو يوسف/ أبو درويش»، وهو أب لتوأم، يخدمان في الجيش السوري، شاءت الأقدار أن يتواجها في إحدى المعارك على الأرض السورية، ليذهب الشقيقان ضحية الحرب بين الإخوة. وبينما كان الوالد يذهب للقائهما بعد غياب طويل، قتل في تفجير بعدما أشاع حالةً من الفرح في الحارة.
ستة أعمال شارك فيها عبد المنعم عمايري في دراما شهر الصوم، إلا أنّه قدّم دوره الأبرز في «حلاوة الروح» (تأليف رافي وهبي، وإخراج شوقي الماجري) من خلال شخصيّة «النقيب زياد» قائد إحدى الوحدات العسكرية. وحدة قرّرت العمل لحسابها الخاص وتتولى حماية آثار سورية وقعت في يدها عن طريق الصدفة، قبل أن تسعى إلى تصوير فيلم وثائقي عنها. دور قدّم فيه عمايري أداءً يليق بممثل من الطراز الرفيع. ملامح يختلط فيها الحزم بالقلق، إلى جانب مقدرة خاصة على إشاعة جو الارتياب والترقّب لدى المشاهد.
في المسلسل نفسه، قدّم مكسيم خليل دوراً استثنائياً، هذا العام، عبر تجسيد شخصية «اسماعيل» المكلف باستقدام أحد الصحافيين إلى حمص لتصوير الوثائقي، فيكون لقاؤه بـ«سارة» (دانا مارديني) الطامحة إلى مجد مهني. عندها، يتمكن من إقناعها بفكرة الفيلم، فتتجسد ثنائية الحب والدهشة، والخوف أمام كاميرا الماجري. وقد برهنت مارديني مجدداً في هذا العمل أنّها ممثلة متمكنة تسير بخطى متسارعة نحو النجومية. من الأدوار الملفتة أيضاً في موسم 2014 شخصيتا التوأم الملتصق «شفيق ورفيق» اللتين أداهما الممثلان مصطفى الخاني ومعن عبد الحق. أهم ما أبرز هاتين الشخصيتين؛ طرافتهما، وانسجامهما في الأداء، والكيمياء المتوافرة بوضوح بين الممثلين.
كما يمكن التنويه سريعاً بشخصيات أخرى حملت جديداً للمشاهدين هذا العام، أو كرّست ممثليها بصورةٍ أكبر في أذهانهم لناحية الأداء، مثل «طوني الكركوزاتي» (رامز أسود)، و«إبراهيم سياج العذارى» (فادي صبيح) في «بواب الريح»، فضلاً عن «فيحاء» (ضحى الدبس) و«سلام» (أحمد الأحمد)، و«شوقي» (فادي صبيح) في «ضبّوا الشناتي». كما ظهر أيمن رضا في هذا العمل بشخصية «عادل» بعيداً من الارتجال، وأكثر انضباطاً، وتقيّداً بالنص، خلافاً لتجارب سابقة أوقعته أكثر من مرّة في فخ التهريج. وننوّه أيضاً بأدوار«هيفاء» (كاريس بشّار)، «صبا» (ريم علي)، و«بسّام» (أحمد الأحمد) في مسلسل «قلم حمرة»، فيما سجّل المسلسل نفسه عودة قويةً للممثل رامي حنّا بدور «حازم» السيناريست العاشق، الغيور، والزوج غير المهتم. كما أنّ العمل شهد ابتعاد الممثل عابد فهد بدور «تيم» عن الصورة النمطية التي لازمت أداءه في أعماله الأخيرة.




تضامناً مع الجيش

بعد أغنية «كلنا للجيش، كلنا للوطن» التي أطلقتها mtv في عيد الجيش في الأول من آب (أغسطس) الجاري وكتب كلماتها الشاعر نزار فرنسيس وأدّاها عاصي الحلاني، ووائل كفوري، ونانسي عجرم وعدد من السياسيين، قرّرت المحطة أن تخصّص الليلة (بعد نشرة الأخبار المسائية) أمسية مباشرة تشكّل تضامناً مع الجيش. تستضيف mtv في تلك الحلقة بعض الوجوه السياسية والفنية التي تجمع على حبّها للجيش وعدائها للإرهاب، وتعطي رأيها بما يجري في منطقة عرسال الحدودية، وكيف يمكن دعم الجيش بطريقة معينة.