«رسائل حب إلى الشرق الأوسط» هو عنوان معرض كورتني بونّو المستمرّ في «دار المصوّر» حتى الرابع عشر من شباط (فبراير) الحالي. يضمّ المعرض مجموعة فوتوغرافيّات التقطتها الفنانة بين لبنان وفلسطين والعراق وإيران، كتجسيد لـ«الإنسانية والجمال في أماكن شبه منسيّة ومهملة ومفقودة»، على حد تعبيرها. لا تصوّر بونّو مناطق النزاع، أي أنّها لا تركّز على الحروب والمجازر فحسب، بل على الجانب الإنسانيّ أيضاً في تلك الأماكن. تلتقط صوراً لوجوه وابتسامات ومواقع. تقول: «يبتسم الناس دوماً أمام عدستي، حتى خلال الاحتجاج». ثمّة جرائم حرب تُرتكب لا يراها الناس ولا تظهر على شاشات التلفزيون، فتأتي الصورة الفوتوغرافية لتكشف الخَفيّ من هذه الجرائم، خصوصاً في لبنان حيث الأزمات المستمرّة والمشاكل التي تحصل في كل حين، لذا هو مكان نموذجي لتصوير الحالة البشريّة، تحديداً في الشرق الأوسط.

جنود إسرائيليون يعتقلون شاباً لمجرّد السير في الشارع في يوم القدس (القدس، فلسطين، أيار/ مايو ٢٠١٧)

كاميرا بونّو لا توفّر لا السياسيين ولا المشاهير، كذلك أولئك الذين يعيشون في مخيّمات اللاجئين، مضفيةً بعينها الحسّاسة والمرهفة طابعاً إنسانياً على ما تصوّره. بونو هي في النهاية مصوّرة فوتوغرافيّة «مستقلّة»، توثّق للصراع وتداعياته، مقتربةً في شكل خاص من فلسطين حيث هي متطوّعة لدى شبكة «أخبار فلسطين». ولكونها متخصّصة في الاتصالات، وضعت استراتيجية لوسائل الإعلام الاجتماعية، وتسعى إلى ضمان وصول الصوت الفلسطيني على نحو أوسع إلى وسائل الإعلام الغربية. ينطبق الاهتمام نفسه على ما يحصل في لبنان والعراق وإيران.
فوتوغرافيّاتها السبع والعشرون المعلّقة اليوم في «دار المصوّر» توثّق للنواحي السياسية والاجتماعية والدينية والإنسانية في فلسطين ولبنان وسوريا والعراق وإيران، مبرزة أحوال الناس بأسلوب فنّي جماليّ. ومعرضها هو حصاد يوميات مليئة بالحوادث، كأنّه خزانة بصريّة تختزل التطوّرات، بتنوّع فريد وإبداع فوتوغرافيّ غنيّ بالأفكار والتكوينات والرؤى الجماليّة. والهدف في النهاية هو نشر الحقيقة والوعي حول القضايا والثقافات المتعدّدة التي تهملها وسائل الإعلام الغربية. هنا يظهر جانب الالتزام الإنساني العادل لدى بونّو القادمة من الغرب لتشهد على القضايا العادلة في منطقتنا بواسطة الصورة والدعم والمشاركة والانغماس على هذا النحو أو ذاك في العمل النضاليّ.
يضمّ المعرض مجموعة فوتوغرافيّات التقطتها الفنانة بين لبنان وفلسطين والعراق وإيران


المصوّرة المولودة في بلينفيل، في ماساتشوستس، هاجرت من الولايات المتحدة لتعيش في هولندا منذ عام 2009. هناك انطلقت في رحلتها الفوتوغرافية وشرعت في التصوير لحساب مواقع ومؤسسات إعلامية مقرّها فلسطين. وفي عام 2017، وسّعت نطاق اهتمامها ليشمل مناطق نزاع أخرى في الشرق الأوسط. وهي ناشطة في القطاع الإنسانيّ، ولها معرض دائم لأعمالها في مركز التراث العالمي التابع للأونيسكو في الموصل. كما أنّها تجمع بانتظام التبرّعات لتقديم المساعدات الطبّية التي يحتاج إليها لبنان في هذه المرحلة القاسية من تاريخه.

* «رسائل حبّ إلى الشرق الأوسط»: حتى 14 شباط (فبراير) ــ «دار المصوّر» (الوردية ــ بيروت). للاستعلام: 01/373347