عوامل عدّة اجتمعت لتفقد بريق برنامج «ولا تحلم» (إعداد طوني سمعان وإخراج باسم كريستو) الذي قدّمه نيشان ديرهاروتيونيان على قناتَي «الحياة» المصرية وmtv اللبنانية. على رأس تلك العوامل، كانت مباريات كأس العالم (المونديال) التي أقيمت في حزيران (يونيو) الماضي في البرازيل، ما أدّى إلى إضعاف الموسم الرمضاني ككل، بدءاً من المسلسلات العربية المتنوّعة، وصولاً إلى أعمال الـ«توك شو».
كان من المتوقع أن يمرّ «ولا تحلم» بمطبّات متوقّعة أدّت إلى إضعاف بعض حلقاته، في مقابل نجاح حلقات أخرى. كان افتتاح «ولا تحلم» مع الممثلة السورية رغدة التي كرّرت تصريحاتها السياسية المعروفة والموالية للنظام السوري. تلك الافتتاحية لم تكن مؤشراً على عمل تلفزيوني جذّاب، فانتظر المشاهد الحلقات المتتالية ليعطي رأيه بكل صراحة. حاولت شركة Day Dreams منتجة «ولا تحلم» أن تبتكر أفكاراً جديدة لتكشف عن عمل مختلف عن أعمال نيشان السابقة، وخصوصاً برنامج «أنا والعسل» في الموسمين اللذين قدّمهما الإعلامي في العامين السابقين. قرّرت الشركة أن تعتمد على ديكور بسيط، خال من التعقيدات أو الزخرفات التي برز فيها «أنا والعسل»، فكان الديكور عاملاً إيجابياً للتخفيف من حدّة نقد البرنامج، وجعلته قريباً من الواقع. يوم وافقت mtv على تصوير «ولا تحلم» في «استديو فيزيون» في النقاش (شمالي بيروت) التابع للمحطة، طلبت أن يكون البرنامج ذا نكهة لبنانية، وتحقّق الأمر من دون صعوبات.
لذلك قرّر المقدّم بالاتفاق مع قناة «الحياة»، تخصيص حلقات لبنانية الهوى وأخرى مصرية الروح تتناسب مع الجمهور أينما وجد.

اعتذرت شيرين
عبد الوهاب ويسرا عن عدم ظهورهما على خلفية أجرهما


من هنا، أطلّت بعض الوجوه اللبنانية المثيرة للجدل، على غرار ليلى عبد اللطيف، وكذلك ظهرت مريم نور بعد غياب عن الجمهور اللبناني. تلك الحلقات لم تترك أثراً لدى المشاهد. في الأساس، يشعر المتابع بالملل من الاستماع إلى عبد اللطيف التي تغزو قناة lbci شهرياً في برنامج «تاريخ يشهد» (يقدّمه رجا نصر الدين وردولف هلال)، بينما مريم نور لم تعد قادرة على تحقيق ضجّة حولها. في المقابل، نجحت بعض المقابلات في رفع شأن «ولا تحلم»؛ أهمّها الحوار مع الممثلة ديما بياعة التي فنّدت علاقتها مع طليقها الممثل تيم حسن الذي «خانها مع صديقتها نسرين طافش» على حد تعبير بياعة. كما كان لإطلالة الممثل عابد فهد وقع كبير، عندما اعترف بأنه نادم على مسلسل «لو» (إخراج سامر البرقاوي)، ما خلق مشكلة، لأن mtv تعرض المسلسل (20:45)، ويهمّها أن تُقال بحقّه كل التصريحات الإيجابية. كانت ميزانية «ولا تحلم» منخفضة نسبة مع «أنا والعسل» الذي أنتجته شركة «سوني بيكتشرز»، لذلك اعتذر بعض الضيوف عن عدم تلبية الدعوة على خلفية أجرهم، ومن بينهم شيرين عبد الوهاب، ويسرا اللتان طلبتا المبلغ نفسه الذي عوّدتهما عليه «سوني». لعلّ السبب الأساسي في زعزعة «ولا تحلم» أنّ حلقاته كانت مسجّلة ولا تبثّ مباشرة على الهواء. هذا الأمر أفقد العمل التلفزيوني نكهته التي تنفرد بها المشاريع الحوارية. وكان نيشان يتميّز بحواره المباشر، وعفوية كلماته التي تقرّبه من الجمهور. ارتفعت أصداء العمل التلفزيوني بعد انتهاء «المونديال»، واستضاف نيشان نيللي كريم التي تعتبر «نجمة رمضان 2014» من خلال مسلسلها «سجن النسا» (إخراج كاملة أبو ذكرى). مع نهاية شهر رمضان، تتجّه بوصلة «ولا تحلم» لتكون نهايته ذات نكهة مصرية. بعدما اعتذرت نانسي عن عدم الحلول ضيفة في الختام، يبدو أن الوجه الوداعي سيكون مصرياً، فمن يكون مسك الختام؟



«ولا تحلم» 23:00 على mtv و«الحياة» المصرية