من حُسن حظّ الممثلة اللبنانية سيرين عبد النور أنّ بطولة مسلسل «السيدة الأولى» (تأليف عمرو الشامي وياسر عبد المجيد، وإخراج محمد بكير) لم تكن من نصيبها، وبالتالي لم تؤدّ دور «مريم». ذلك العمل يحتاج إلى ممثلة متمرّسة أكثر من سيرين، لأنّ بطلته عبارة عن شخصيات مركّبة تتغيّر في كل اللحظات. يوم وُضعت النقاط على «السيدة الأولى» الذي تبثّه قناتا «سي. بي. سي» و «أبو ظبي الأولى»، تقرّر أن تكون نجمته الممثلة اللبنانية، لكن ظهرت عبد الرازق وسلبت العمل من بطلة «روبي» (إخراج رامي حنا).
فقناة «سي. بي. سي» اشترطت لعرض المشروع على شاشتها، أن تكون نجمته غادة التي تحظى بجماهيرية. يومها، أيّ قبل أشهر، كان الانتظار سيّد الموقف، وبدأ الحديث بأن الممثلة المصرية ينتظرها الفشل بعدما هجرها المخرج محمد سامي، إثر الخلاف الذي وقع بينهما العام الماضي خلال تصوير مسلسل «حكاية حياة» (تأليف أيمن سلامة). شكّل الثنائي فريق عمل مميّزاً وصعدا سلّم النجاح في مسلسل «مع سبق الإصرار» (تأليف أيمن سلامة) الذي عرض عام 2012، ثم أكملا نصف المشوار معاً في «حكاية حياة» الذي كان الحلقة الفاصلة بينهما. توّقع بعضهم أن تنتهي مسيرة غادة الفنية، بعد تدمير علاقتها بسامي، فاتجه الأخير يبحث عن فنانة ذات شهرة واسعة، قادرة على منافسة غادة وتعكير صفو نجاحها في السنتين الأخيرتين. هكذا، وقع نظره على هيفا وهبي. استطاع سامي أن يُقنع صاحبة «بوس الواوا» بأنها تحتاج إلى مسلسل «كلام على ورق» لتعزيز صورتها في الدراما المصرية، فحضّر نفسه جيّداً لتصوير عمل حُكي عنه الكثير قبل عرضه. كرّت سبحة الأيام، وكُشف عن المسلسلين، فكانت المفاجأة أن جميع التوقعات قد خابت. كُتب النجاح لغادة، بينما لم تكن الأضواء مسلّطة على هيفا. أراد سامي أن يُبرهن للمشاهد أنه قادر على التجدّد في كل عمل يوقّعه، فأدخل بعض التقنيات لتلوين مشروعه، فاعتمد الكاميرا المقلوبة أيّ التي تركّز على الزاوية الجانبية للكادر في غالبية المشاهد، الأمر الذي أتعب النظر. برّر سامي خطوته تلك بأن «الكاميرا تعبّر عن الخلل الذي أصاب حياتنا»، فنقله للمشاهد بأسلوبه الخاص. للأسف، بدت هيفا غير مقنعة في دور «حبيبة» وكان السيناريو تائهاً، وأسهم التوقيت السيء للعرض في دفع العمل إلى الوراء. في المقابل، استطاعت عبد الرازق أن تلعب شخصية «مريم» بكل حزم. لم يكن نجاح الممثلة المصرية سهلاً في «السيدة الأولى»، لكنها أحسنت التوفيق في اختيار الممثلين، وأبرزهم المخضرم ممدوح عبد العليم، إضافة إلى السوري باسل خياط. تلك النكهة المتنوّعة بين الشباب والممثلين القدامى أعطت جاذبية للعمل. لعلّ أبرز نجاحات «السيدة الأولى» أنه يجمع بين قصص بعض الرؤوساء المصريين وزوجاتهن، كذلك وجّه رسائل سياسية واجتماعية للمصريين، لكن بأسلوب غير مباشر. أما «كلام على ورق» فقد عالج قضايا مستهلكة وهي الدعارة والمخدرات، وكل هذا أصبح مملاً. عرفت غادة كيف تثبّت قدمها جيداً وتصبح الرقم واحد في مصر، ولم يتوقّع أحد أن تعمل هيفا طوال شهرين لتصوير مشروعها، وفي النهاية لا يقدّم أو يؤخّر لدى المشاهد في القاهرة.



«السيدة الأولى»: 20:00 على cbc، و21:00 على قناة «أبو ظبي الأولى»
«كلام على ورق»: 22:00 على قناة «النهار» و23:00 على «أم. بي. سي. دراما»