‏تقودنا نيفين بويز في معرضها Sous l›eau la Terre compose، الذي تحتصنه «غاليري تانيت» في رحلة تقتفي مراحل تجاربها الفنيّة بموادّ وخامات متنوعة، رسماً وحفراً وخزفاً و«بورسلين» وتصميم ديكور داخليّ. فالفنّ بالنسبة إليها، يختصر معنى الحياة حباً وشغفاً. مع ذلك، ينبغي التمييز بين فنّ الخزف كقيمة تشكيليّة فنّية، وصناعته للاستخدام المنزلي، إذ يكاد ينعدم هذا التفريق في مجتمعنا، حتى لدى بعض المهتمّين بالفنون التشكيلية عامةً.
من المعرض

تبدو قاعة العرض الواسعة مثل فرن عملاق مملوء بالنماذج الخزفيّة والمنحوتات الطينيّة. وإلى هذه الأعمال المجسّمة، يضمّ خزفيات بالأبيض والأسود وأخرى بالألوان. وبعض القطع معدّ للاستخدام (منافض السجائر مثلاً) ولا علاقة له بالفن. أمّا الخزفيّات فهي ذات قوالب بسيطة مثل الأواني والصحون والمزهريات، تحاول الفنانة تضمينها شكلاً أو فكرة، مستعرضة من خلالها حرفيّتها في صنع الأدوات التقليدية ذات الملمح الشرقيّ التراثيّ الغنيّ باللون الزخرفيّ. والمجموعة من سبعين طبقاً خزفياً ‏بأحجام مختلفة، ومزهريّات ثنائيّة اللون بالأبيض والأزرق. كذلك تعمل بويز على السيراميك في أحدث مراحل اختباراتها، صانعة منه أعمالاً طوليّة تستلهم الحضارات القديمة والبحر والعمارة في لبنان. إنّها ‏تقيم جسراً بين الأرض والإنسان من خلال إعلاء البنيان على حد تعبيرها، إذ تبني أبراجاً صغيرة ذات تشكيلات متنوّعة يشبه بعضها أبراج الحمام، وبعضها الآخر مستوحى من أعماق البحر. ‏في أعمال أخرى، تبدو السطوح خشنة مثل سجادة مطويّة أو جذوع. ورغم انضواء أعمال المعرض تحت ثيمة واحدة، فإنّ ثمة تمايزاً بين قطعة وأخرى.
تحمل بويز جائزة «معرض الخريف» من «متحف سرسق» عن اثنتين من منحوتاتها الخزفيّة اليدويّة. سبق أن استقت بعض أفكار أعمالها من بيوت في لندن وباريس والقاهرة ودبي، فضلاً عن مدينتها الأم بيروت. تقول إن معرضها هو محاولة ربط بين الإنسان وعناصر الأرض. توضح: «‏استخدم عناصر طبيعية مثيرة للاهتمام. أتابع الأفكار الجديدة التي تجعلني في حالة من التأمّل العميق. عنصر المفاجأة يحفّزني، إذ اكتشف أشكالاً مختلفة غير متوقعة أعمِل فيها أصابعي خلال العمل».

* Sous l›eau la Terre compose: حتى 6 تشرين الأول (أكتوبر) ــــ «غاليري تانيت» (مار مخايل ـ بيروت) ـ للاستعلام: 71/328814