تحت عنوان «قوّة اللون»، تعرض مارغريتا موراليس أعمالها في «غاليري جانين ربيز» حتى الثامن والعشرين من أيلول (سبتمبر ) تحت رعاية سفير المكسيك في لبنان خوسيه أغناسيو مادرازو ونادين مجدلاني بكداش. تعرّف الفنّانة المكسيكيّة عالمها التشكيليّ على النحو الآتي: «أحبّ ‏قبل أي شيء إظهار الطاقة الإيجابية وجوهر الطبيعة وكلّ ما يحيط بنا، عبر استخدام الألوان والضوء، بغية خلق عالم يرغب الناظر إلى لوحاتي في أن يحلم به». وما نشاهده في أعمالها ينتمي إلى التجريد التعبيريّ، فاللوحات مزدانة بالإشارات والإيحاءات والدلالات التي تولّدها الألوان والأشكال والرموز فوق قماشة اللوحة عبر متتاليات لونيّة وشكليّة تُغني اللوحة قراءةً وتأويلاً.
«مغيب أحمر» (أكريليك على كانفاس ـ 150 × 150 سنتم ـــ 2019)

تجريد خاضع للمشاعر وتدفّقات اللاوعي. والطبيعة مُلهم أوّل. وقد تصل أحياناً إلى أقصى التجريد استناداً إلى واقع وخيال، فالأصل يغدو قطعاً مترابطة إنّما غير مفضٍ بالضرورة إلى دلالات محدّدة، فالتجريد التعبيريّ شهد تطوّراً ومناقشات حيويّة، إذ لا يحتاج إلى مهارات عالية بل إلى بعض المعرفة بأصول الرسم وامتلاك مهارة التكوين واستخدام اللون.
تتحرّر موراليس من سائر القيود لتصوغ الجمال وتمضي به نحو آفاق تعبيريّة لا متناهية، مسخّرة إمكاناتها ومهاراتها بما يلائم غايتها في اللوحة لوناً وأشكالاً هندسيّة وتناغماً تجريدّياً، مرناً، بسيطاً، مجسّداً رؤاها الذاتيّة. لوحاتها منعشة، جميلة، مفعمة بالمشاعر كأنّها «مقطوعة» لونيّة بصريّة ذات نوتات مستلهمة من المنظر الطبيعي والشعر والمزاج، لتكوّن في النهاية تلك المقطوعة البصريّة المجرّدة. والواقع لديها غير مغلق، بل مفتوح ‏على تأويلات شتّى. هي تلامس الواقعيّة السحريّة التي اشتهرت بها أميركا اللاتينيّة فنوناً وآداباً، وتدخل مارغريتا هذا العالم السحريّ وتدعونا إليه بما يحمل من بهجة للنظر وراحة للنفس وانفتاح متعدّد ومتفاوت على الرموز والمعاني والأحاسيس. موراليس المقيمة حالياً في برلين ولدت في تاماوليباس سات في المكسيك. تابعت في البدء دروساً في الاتصال المرئي ثم أكملت دروسها الفنية في «أكاديمية سان كارلوس» في مكسيكو سيتي قبل أن تغادر بلدها إلى لندن لمزيد من التحصيل والتدريب الفنّيين. عُرضت أعمالها في العديد من الصالات والمتاحف العالمية، سواء ضمن معارض جماعية أو منفردة، وفي جهات العالم الأربع، من أوروبا إلى أفريقيا إلى آسيا فالولايات المتحدة الأميركية، لتصل إلينا اليوم في هذا المعرض اللافت والمبهج الذي تريحنا ألوانه وتجريديّاته ومناخاته السحريّة، وهذا أكثر ما نحتاج إليه في هذا الزمن الصعب.

* «قوّة اللون»: حتى 28 أيلول (سبتمبر) ـــ «غاليري جانين ربيز» (بناية «مجدلاني» ــ الطبقة الأرضية/ الروشة ــ بيروت). للاستعلام: 01/868290