بيروت في 7 تمّوز 2014
إلى السيّدين العزيزين روبير ديل ناجا وغرانت مارشال

تحيّة طيبة وبعد

فإنّه يسعدنا، باسم "حملة مقاطعة داعمي إسرائيل في لبنان"، أن نرحّب بكم، وبعرضكم المقبل في لبنان، مساء 29 تموز في مهرجان جبيل الدوليّ. كما نحيّي التزامَ فرقتكم، ماسيف أتّاك، بمبدأ العدالة من أجل فلسطين والشعب الفلسطينيّ.

إنّ حملتنا في لبنان هي شكلٌ من أشكال التضامن مع الشعب الفلسطينيّ في نضاله ضدّ فظائع الحركة الصهيونيّة، من قتل واحتلال وتهجير وفصل عنصريّ. ولكنّ حملتنا هي أيضاً شكلٌ من أشكال المقاومة التي يمارسها الشعبُ اللبنانيّ. فلقد قتلتْ "إسرائيل" عشراتِ آلاف اللبنانيين على مدار 66 عاماً من الاجتياحات المتعدّدة وحملاتِ القصف التي استهدفت المناطقَ السكنيّة والمرافقَ الطبّيّة والبنى التحتيّة الرئيسة. كما حُرم مئاتُ الآلاف من اللاجئين الفلسطينيين في لبنان حقَّهم في العودة إلى ديارهم وأراضيهم، وهو حقٌّ يناضلون من أجله منذ أكثر من 66 عاماً.

لطالما قمنا، في مناسباتٍ مختلفة، بمراسلة العديد من الفنّانين العالميين كي نحثّهم على إلغاء عروضهم في الكيان الصهيونيّ قبل إقامة عروضهم في لبنان. ولذلك فإنّ ترحيبنا بزيارتكم إلى لبنان لهو تغييرٌ منعشٌ في مسارنا اليوم! إنّكم، من خلال مشاركتكم النشطة ودعمكم العلنيّ لمقاطعة "إسرائيل"، تتّخذون موقفًاً مشرّفاً ضدّ القصف الإسرائيليّ، والاجتياحات الإسرائيليّة، وآلة الحرب العنصريّة الإسرائيليّة.

لقد سُعدنا، بشكلٍ خاصّ، لسماع روبرت ديل ناجا يقول: "لو ضغط الاتحادُ الأوروبيّ والولاياتُ المتّحدة على إسرائيل من أجل تغيير سياساتها، وفَرَضا عليها إنهاءَ الحصار، لكان بمقدورنا أن نتوصّل إلى حلٍّ ما. وهذا الضغط ينبغي أن يكون ثقافيّاً أيضاً... لذلك فإنّني لا أرى من الصائب أن أعودَ إلى تل أبيب في ظلّ وجود جدارٍ عملاق، وفي ظلّ تضييق الخناق الاقتصاديّ على أمّةٍ كاملةٍ من البشر ".[1]


اتخذتم موقفاً مشرّفاً ضدّ القصف والاجتياحات وآلة الحرب العنصرية الإسرائيلية

إنّه لمن الأهميّة بمكان، وخصوصًا للفنّانين والعاملين في المجال الثقافيّ، وللفرق الموسيقيّة كفرقتكم التي يسمعها الكثيرون في جميع أنحاء العالم، أن يصل الصوتُ واضحاً بضرورة التمسّك بالحقوق الفلسطينيّة ورفضِ التعامل مع الاحتلال ــ وفي هذا الإطار تقدّم "ماسيف أتّاك" قدوةً ممتازةً للفنّانين العالميين. إنّنا نؤيّد تأييداً كاملاً تعليقاتِ السيّد ديل ناجا التي يقول فيها "إنّ للموسيقيين دوراً رئيساً عليهم أن يؤدّوه... وأجدُ أنّه كلما ازددتُ انخراطاً [في مقاطعة إسرائيل] غدا التحرّكُ ملموساً أكثر. إنّني لأذْكرُ مشاركتي في عروض "فنّانون ضدّ الأبارتهايد [نظام الفصل العنصريّ في جنوب أفريقيا]" و"روك ضدّ العنصريّة" في الوقت ذاته تقريبًا."[2] والحقّ أنّ الإرثَ الثقافيّ للحملات التي كانت تقام في الماضي من أجل العدالة في جنوب أفريقيا يتواصل اليوم من خلال المقاطعة الثقافيّة لإسرائيل.

تسعدنا دعوتُكم إلى لقائنا خلال وجودكم في لبنان، ونودّ ترتيبَ زيارةٍ لكم إلى قانا، حيث تعرّض مدنيون لبنانيون لمذبحتين كبرييْن من جرّاء الضربات الجويّة الإسرائيليّة في العامين 1996 و2006. كما نودّ مرافقتكم إلى مراكزَ في جنوب لبنان كانت القواتُ الإسرائيليّة تعتقل فيها المقاومين وعامّة الناس؛ وإلى مخيّماتٍ للاجئين الفلسطينيين في لبنان. ونودّ، أخيراً، أن تُطْلعوا ناشطي المقاطعة في لبنان على تجربتكم في مقاطعة "إسرائيل" ودعم فلسطين.

إننا، إذ نرحّب بكم من جديد، نحيّي التزامَكم المستمرّ بمواصلة الضغوط اللازمة على الكيان الصهيونيّ، عبر رفضكم أن تكونوا جزءاً من آلة الحرب الثقافيّة والفصل العنصريّ والاحتلال، ومن خلال دعمكم للحركة الفلسطينيّة والعربيّة والعالميّة من أجل مقاطعة "إسرائيل".

وتفضّلوا بقبول فائق الودّ والاحترام

حملة مقاطعة داعمي "إسرائيل" في لبنان

[1]
http://www.newstatesman.com/blogs/cultural-capital/2010/09/massive-attack-naja-israel
[2] http://www.newstatesman.com/music/2010/09/israel-interview-boycott-naja.