القاهرة | قبل أربعين عاماً، انطلقت الفوازير على شاشة «التلفزيون المصري»، ثم لحقت بها في بداية الثمانينيات برامج الكاميرا الخفية. لكن الأخيرة نجحت في الصمود والتطوّر رغم الانتقادات، فيما باتت عودة الأولى شبه مستحيلة. صنعت الكاميرا الخفية العديد من النجوم عبر العقود الثلاثة الأخيرة. البداية، كانت مع الممثل الراحل فؤاد المهندس، ليتبعه الكثير من النجوم، أبرزهم إبراهيم نصر، صاحب الشخصية الشهيرة «زكية زكريا».
في الوقت الذي كانت فيه لائحة ضحايا هذا النوع من البرامج تنحصر بالمواطنين البسطاء، اعتمدت سلسلة برنامج «حيلهم بينهم» على مقالب خفيفة تُدبّر للنجوم لكن داخل الاستوديو، إلى أن دخلت الكاميرا الخفية مرحلة مختلفة كليّاً مع نجمها الأوّل على مدى خمس سنوات رامز جلال الذي انتقل هذا الموسم من شبكة تلفزيون «الحياة» إلى «mbc مصر» مع «رامز قرش البحر».
كان الممثّل المصري الشاب أوّل من يوقع المشاهير ضحية مقالب شديدة الصعوبة. ورغم الانتقادات بسبب قسوة المواقف أحياناً أو عدم اقتناع البعض بأنّ الضيوف يعرفون ما سيحدث لهم مسبقاً أحياناً أخرى، نجح جلال في الاستمرار والاستحواذ على نسب مشاهدة عالية. نتيجة، دفعت قنوات أخرى نحو إقناع نجوم جدد بدخول المنافسة، غير أنّ الرياح جرت بما لا تشتهي سفن المنافسين هذا العام والعام الماضي.

بعد انتقال رامز جلال
إلى «mbc مصر»، أطلّ «فؤش في المعسكر»
على «الحياة»
في رمضان 2013، منحت قناة «النهار» الفرصة لإدوارد لتقديم برنامج «في الهوا سوا» الذي يقوم على تعطّل «التلفريك» أثناء وجوده مع ضيفه الفنان في داخله، لكن شخصية الممثل الكوميدي الودودة لم تتناسب مع طبيعة المقلب. وبعدما انتقل رامز جلال إلى «mbc مصر»، فاجأت «الحياة» جمهورها ببرنامج «فؤش في المعسكر» الذي يعتمد على ظهور المطرب الكبير محمد فؤاد في نهاية المقلب فقط لإخبار الضحية بالحقيقة، من دون وجود أي سبب آخر لمشاركته. الفكرة تدور حول إيهام النجم الذي يُسجل برنامجاً على متن يخت في البحر الأحمر بأنّه دخل المياه الإقليمية الإسرائيلية، لنتابع كيف سيتعامل الضيف مع وقوعه في قبضة جنود الاحتلال. معظم ردود الأفعال كانت متطابقة إلى حد كبير، متمثلة في التماسك أمام الإسرائيليين. هكذا، يتبيّن أنّ ميزة رامز جلال الأساسية تكمن في تعليقه الغزير على مجريات الأمور من خلف الكواليس، ما لا يفعله المنافسون.
على خط موازٍ، لم تتوقف باقي القنوات عن الاستعانة ببرامج مشابهة تقدّمها وجوه جديدة وضحاياها من المواطنين العاديين، أبرزها هذا الموسم «الجاسوس». يعد هذا العمل استكمالاً لـ«الحكم بعد المزاولة»، وكلاهما لشركة e-cloud المتخصصة في هذا النوع من الإنتاجات.
هذا العام، أكدت فكرة «الجاسوس» رفض النخبة والبسطاء على حد سواء التطبيع مع إسرائيل، وفق ما أكد أحمد محسن أيوب، أحد أبطال البرنامج. في مواسم «الحكم بعد المزاولة» الثلاثة السابقة، كان الضيف النجم يُقنَع بأنّه يجري حواراً مع «التلفزيون الإسرائيلي»، قبل أن تبدأ ثورة من الغضب. أما في النسخة الجديدة، فيُقنَع أحد الضحايا العاديين بأنّه لم يتقدّم إلى وظيفة عادية، بل هناك من يحاول تجنيده للموساد الإسرائيلي.
من جهتها، خرجت قناة «النهار» بالوجه الجديد عبد الرحمن مالك عبر برنامج «الزفة» الذي يعتمد على إجراء حوار مع إحدى السيدات، قبل أن تدخل زفة عروس إلى الموقع نفسه، وتُفاجأ السيدة بأنّ العريس هو زوجها الذي اتفق مسبقاً مع فريق العمل على وضع زوجته في هذا الموقف. الفكرة تعد تحديثاً لما كام عليه «مراتي في ورطة» الذي عمل أيضاً على إشعال غيرة الزوجة العام الماضي.
في المقابل، جمعت قناة «القاهرة والناس» بين تراث صاحبها طارق نور في مجال الكاميرا الخفية، وبين تقديم مواقف جديدة تماماً تحت عنوان «مكتب الأعمال». هنا، تخوض الضحية اختباراً للحصول على وظيفة جديدة، لكن كل مَنْ حولها يحاولون التأثير بها لترديد إجابات غير منطقية، وفق ما قال أحمد أبو جبل أحد القائمين على البرنامج. وما يكون من الضحية إلا أن تجاريهم بسبب قلة خبرتها ورغبتها في النجاح. ويأتي «مكتب الأعمال» ضمن فقرة كوميدية مطوّلة تبثها «القاهرة والناس» تحت عنوان «رمضان كوميدي لايف».
برغم الانتشار الكبير لبرامج الكاميرا الخفية وتصاعد المنافسة بينها، إلا أنّ الأمور لن تكون سهلة في المواسم المقبلة بسبب تداخل الأفكار والانتقادات الموجهة إلى النجوم الضيوف الذين يؤكدون دائماً أنّهم لا يعلمون بتفاصيل المقالب مسبقاً. كذلك بات هذا النمط من الأعمال بحاجة إلى تجديد مستمر لضمان البقاء والاستمرار، تفادياً لما حدث مع فوازير رمضان.




يا جامد يا سقّا

انتابت الممثل المصري أحمد السقا حالة من الغضب الشديد، إثر المقلب الذي تعرّض له في حلقة أوّل من أمس من برنامج «رامز قرش البحر»، ما دفعه إلى الاعتداء بالضرب على مقدّمه الممثل رامز جلال، وعلى أحد المصوّرين. بعدها، كتب السقا على صفحته على فايسبوك: «على فكرة أنا والمصوّر هنفطر مع بعض بكرا، أنا ماقدرش حد يزعل مني. المهم رامز اتروّق».وكان بطل فيلم «أفريكانو» على متن قارب في وسط البحر برفقة مذيعة وقائد المركب ومصوّر، بعدما أُقنع بأنّه يصوّر برنامجاً للدعاية السياحية لمصر. ولم يمض وقت طويل قبل أن يصاب السقا بالهلع بعد ظهور ثقب في القارب، ما أدى إلى غرقه وسقوط المذيعة، قبل أن تطفو بقعة دماء على سطح الماء، إضافة إلى ذراع اصطناعية أكلتها سمكة قرش.