قبل عشرة أعوام، ظهر الشاعر والإعلامي اللبناني، زاهي وهبي للمرّة الأولى على قناة «الميادين» في برنامجه «بيت القصيد». ومع بداية سنة جديدة من عمر هذه التجربة التلفزيونية، تحلّ الممثلة اللبنانية كارمن لبّس، اليوم السبت، ضيفةً على البرنامج لتتحدّث عن جديدها وأحدث أعمالها، من بينها «عروس بيروت» و«رصيف الغرباء» و«عشرين عشرين»... ومع لبّس يتخطّى «بيت القصيد» الذي انطلق في عام 2012 عتبة الـ 500 حلقة، استضاف خلالها أسماء من مختلف المجالات الإبداعية والجنسيات العربية والأجيال. هكذا، كان الجمهور على موعد مع أدباء، شعراء، روائيين، مسرحيين، سينمائيين، رسامين، ممثلين، مطربين وموسيقيين.
كارمن لبّس وزاهي وهبي في كواليس حلقة الليلة

هل تبقى متعة التمثيل هي نفسها مع مرور الوقت وتزايد الأدوار؟ وهل من سنّ يأس للممثل؟ وما الذي يسعف كارمن على الاستمرار وعدم الاستسلام في ظل الظروف الصعبة التي يعيشها لبنان؟ هذه الأسئلة وغيرها، سيطرحها وهبي الليلة على ضيفته التي تنوّعت أدوارها بين المرأة العادية والطيبة والقاسية والشريرة ونالت في معظمها ثناء الجمهور والنقاد.
يتطرّق الحوار أيضاً إلى غياب الأدوار المكتوبة خصيصاً للمرأة في سن متوسطة أو متقدّمة، وتجاهل كتّاب الدراما التلفزيونية لهذه الشريحة العمرية التي لا يحضر أصحابها إلا في أدوار ثانوية أو هامشية، معرّجاً في الوقت نفسه على جديدها الذي تصوّره حالياً وهو مسلسل «سرّ» الذي يقع في ستين حلقة من إخراج مروان بركات. كما يستعيد الحوار بعض المحطات الرئيسية في مسيرة لبس، ولا سيما أثر الحرب عليها، وهي التي تقول: «لم أعش طفولتي ومراهقتي وشبابي بسبب الحرب وظروف أخرى»!
في اتصال مع «الأخبار»، يؤكّد زاهي وهبي أنّ «أهم ما في التجربة حتى الآن أننا استطعنا الاستمرار رغم كل الظروف التي يمرّ بها العالم والمنطقة ولبنان، من جائحة كورونا إلى الحروب والأزمات الاقتصادية والاجتماعية... حافظنا على أن يظلّ البرنامج الذي يُصوّر في بيروت برنامجاً عربياً منوّعاً يحاول تغطية معظم المجالات الإبداعية الفكرية والأدبية والفنية، ومن البلدان العربية كافة». ويضيف: «حتى في فترة إصابتي بكوفيد-19، لم ينقطع بث البرنامج لأنّنا نحرص دائماً على تصوير حلقات بشكل مسبق. ويُحسب لإدارة «الميادين» حرصها على إبقاء المساحة الثقافية واسعة على الشاشة، وعدم الركون لمنطق الـ «رايتينغ»، وتوفير كل مستلزمات نجاح البرنامج واستمراره رغم الظروف». يرى صاحب ديوان «راقصيني قليلاً» أنّه «عموماً مرّت عشرٌ سِمان من عمر البرنامج، ونأمل بعشرٍ أُخر نستطيع خلالها توسيع مروحة الضيوف والإطلالة على تجارب جديدة على مساحة الوطن العربي. وبالفعل لدينا في الحلقات المقبلة ضيوف من لبنان، سوريا، فلسطين، الأردن، مصر، العراق، الجزائر، المغرب، تونس، عُمان والكويت». ويعبّر وهبي عن اعتقاده بأنّ «بيت القصيد» هو «برنامج الحوار الثقافي العربي الوحيد الذي لا يزال يستضيف شخصيات من كل العالم العربي وليس فقط من بلد واحد أو من منطقة واحدة مثل المشرق أو المغرب أو الخليج».

«بيت القصيد»: اليوم السبت ــ الساعة التاسعة مساءً على «الميادين»