يفتتح «فرحة» للأردنية دارين ج. سلّام «أيام بيروت» اليوم («سينما سيتي»/ أسواق بيروت ـــ س: 19:30 و11/6 ــ س: 19:00)، لتُعيد من خلاله المخرجة أحداث النكبة، فنعيشها معها أيضاً. لكنّ «فرحة» يبتعد عن الميلودراما واللحظات السطحية المستهلكة في هذه القضية. إنّه قصة حياة في عمقها، مع تقلّباتها، مع الفرح والحزن وضياع البيت والقرية والمدينة والبلد. فرحة (كرم طاهر) تبلغ 14 عاماً. في 1948، حاولت إقناع والدها (أشرف برهوم) مختار قرية صغيرة في فلسطين، بإرسالها للدراسة في المجنية. عندما يقبل الأب أخيراً، تجتاح القوات الإسرائيلية البلد والقرية. لحماية ابنته، اختار الرجل أن يخفيها داخل قبو البيت، يحبسها في الغرفة الصغيرة، ويبني حائطاً، واعداً بالعودة بمجرد عودة الوضع إلى طبيعته. في الجزء الأول من الفيلم المبني على أحداث حقيقية، أظهرت سلّام عادات فلسطين وقراها، بيوتها وأفراحها ونساءها وأطفالها ورجالها. وفي الجزء الثاني، نبقى محبوسين مع فرحة داخل القبو، نسمع النكبة ونتوق إلى الخلاص.
«ريش» للمصري عمر الزهيري، أحد أجمل الأعمال العربية هذه السنة

يُعرض أيضاً الفيلم الروائي «الغريب» (14/6 ـــ س:21:30 ــ سينما سيتي) للسوري أمير فخر الدين الذي يصوّر الركود في هضبة الجولان المحتل عبر قصة عدنان (أشرف برهوم) الطبيب الذي عاد إلى الجولان من روسيا من دون أن يكمل دراسته. يعيش في مزرعة عائلته مع زوجته وابنته وأمه ووالده (محمد بكري)، فتزيد خيبته بابنته مع مرور الأيام. حياة عدنان تتّخذ منعطفاً مفاجئاً عندما يُنقذ رجلاً أُصيب في القتال خلال الحرب السورية. يبني فخر الدين مفهوماً مشوّشاً عن الهوية الوطنية لشعب عربي يعيش «بسلام» إلى حدٍّ ما تحت الاحتلال. صورة الفيلم تعكس الركود الجيوسياسي لسكان سوريّين في سوريا، وعلى بعض خطوات خلف الحدود هناك فوضى وحرب.
كما يعرض المهرجان أحد أهم وأجمل الأفلام الروائية العربية هذه السنة: «ريش» (16/6 ــ س:21:30 ـ سينما سيتي) للمصري عمر الزهيري: إنّه قصة عن خدعة سحرية فشلت، قصة مجازية عن رجل يستحيل دجاجة. يجمع «ريش» الواقعية السحرية والشعر الاجتماعي، يبني جمالاً من القمامة والبشاعة ويتشرّب من أساليب سينمائية ويخلق شيئاً خاصاً به. الشريط الحائز على الجائزة الكبرى في «أسبوع النقّاد» في «مهرجان كان»، يعيش في الأفعال بلا بلاغة، يدمّرنا بثقله ولو كان مضحكاً جداً.
ومن الأفلام اللبنانية المنتظرة، باكورة إيلي داغر الطويلة «البحر أمامكم» (الدعوة خاصة) الذي يروي قصة جنى (منال عيسى) التي عادت فجأةً إلى بيروت، آملةً أن تجد ملاذها في بيت الأهل. لكن في «البحر أمامكم»، لا مفرّ من الركود واللاحلول اللذين يشعراننا بالضيق. يكشف داغر مصير جنى ومصير بيروت والمشكلات العائمة التي تُغرق الفتاة والمدينة. أما الثنائي جوانا حاجي توما وخليل جريج، فيعرضان «دفاتر مايا» (3/7 ـ س:18:00 ـــ «الورشة»/ الجية) الذي قُدِّم للمرة الأولى في «برلين». تبدأ قصة الفيلم عندما تصل حزمة من بيروت إلى منزل مايا (ريم تركي/منال عيسى) وابنتها المراهقة أليكس (بالوما ڤوتييه) في كندا. يشمل الصندوق الكبير دفاتر وصوراً فوتوغرافية وقصاصات ورق وكاسيتات أرسلتها مايا خلال الثمانينيات إلى صديقتها ليزا (ريم خوري) التي انتقلت إلى باريس هرباً من الحرب الأهلية. قرّرت مايا الإبقاء على الصندوق مقفلاً، ومنع أليكس من الاطلاع على محتواه. لكن بالطبع، لا شيء يُثير الفضول أكثر من الممنوع. تستاء مايا من معرفة القليل عن والدتها المنغلقة عاطفياً، وتبدأ التنقيب في الصندوق. تبدأ سراً البحث عما هو موجود، وتتبع ترتيب الدفاتر والأشرطة المكتوبة والمسجلة في الثمانينيات بجماليات ذلك الوقت. تكتشف صداقات مايا، ذكريات الحرب، علاقتها مع والدتها ووالدها، وحبها الكبير لرجا (حسن عقيل/ ربيع مروة) ولبنان الذي مزّقته الحرب. في فيلم مبني على دفاتر جوانا حاجي توما الحقيقية وصور خليل جريج خلال الحرب، خلق الاثنان احتفالاً بصداقات المراهقة وقصيدة لشباب خنقهم الصراع المسلّح. يعرض المهرجان أيضاً فيلم محمد سويد «يوم بلا غد» (12/6 ــ س:20:30 ـ سينما سيتي) الذي استغرق تصويره 18 عاماً، ويعدّ أكثر أفلامه شخصية. أما غسان سلهب، فسيقدّم فيلمه «النهر» الذي عُرض للمرة الأولى في «مهرجان لوكارنو».