شُيِّع أمس الصحافي المخضرم راجح الخوري (1960-2022) الذي رحل قبل يومين بعد صراع مع المرض. الخوري، المولود في بيروت، يُعدّ من أبرز الوجوه الصحافية المخضرمة التي عرفها لبنان، ومن جيل المحلّلين من الطراز الرفيع، الذين عرفتهم الشاشات التلفزيونية أيضاً. تنقّل بين مؤسسات صحافية عدة، أبرزها «العمل» و«الحوادث» و«الحياة» و«النهار» و«نداء الوطن» و«الشرق الأوسط» مقارباً أوضاع لبنان السياسية والوطن العربي. عُرف الخوري أيضاً أستاذاً جامعياً في «كلية الإعلام» (الفرع الثاني)، إذ تتلمذ على يديه العديد من الصحافيين في مجالات المقالة والتحقيق الصحافي وإدارة التحرير، خصوصاً من جيل الحرب الأهلية في حقبة السبعينيات. تنقّل الخوري في العمل بين أقسام التحرير والمحليات والتحقيقات، والمقال اليومي، وتميّز بسعة اطّلاعه وحرصه الدائم على توفير المعلومة للقارئ، مغلّفاً إياها بأسلوب لاذع وناقد، ومنحازاً فيها إلى قضايا الناس على الدوام. كذلك، انخرط الصحافي اللبناني في أدوار سياسية واستشارية، إذ تنقّل بين الشقيقين بشير وأمين الجميل كمستشار سياسي وإعلامي لهما. انضم إلى أسرة «النهار» في التسعينيات، وتنقّل داخلها بين أقسام مختلفة، ليتفرّغ بعدها للمقال التحليلي اليومي حيث مساحته الأرحب، واستمر في الكتابة حتى النفس الأخير قبل وفاته. على لسان نقيبها جوزيف القصيفي، نعت نقابة المحرّرين الراحل، وأوردت في بيان لها أنّه تميز «بقلمه المغزار»، و«التزامه بتنشئة عشرات الصحافيين والإعلاميين وتحصينهم بالمعرفة والتمكّن من أسرار المهنة وفنها». ولفتت النقابة إلى تحدّر الخوري من بلدة «الكفير» التي أنبتت فارس الخوري وإملي نصرالله وشقيقه الأستاذ الجامعي في الإعلام نسيم الخوري وسواهم من القامات الوطنية والروائية والاجتماعية، واصفةً إياه بالأديب والشاعر والموسوعيّ الثقافة، والجريء في قولة الحقّ. واعتبرت أنّ فقدانه هو «خسارة للصحافة والإعلام في لبنان»، وأنّه «خلّف بصمة مميزة لن يخبو وجهها». بغياب الخوري، تكون الصحافة اللبنانية قد طوت صفحة عامرة من تاريخها من جيل المخضرمين الذين قدّموا إسهاماتهم في مجال التحليل والمقالة اليومية.
* تُقبل التعازي في صالون «كنيسة الصعود الإلهي للروم الأرثوذكس» في منطقة كفرحباب (كسروان) بدءاً من الحادية عشرة من صباح اليوم لغاية السادسة مساءً