ألمحت «مارفل» مراراً إلى إمكانية فتح الأكوان المتعدّدة (Multiverse). بدأتها مع فيلم الرسوم المتحركة «سبايدرمان: عالم جديد» (2018) حيث رأينا سبايدرمان المراهق ذا الجذور الأفريقية يلتقي بالعديد من رجال العنكبوت المختلفين من أكوان وأبعاد أخرى. تمّ تقديمها بطريقة رائعة ومسلية في مشهد في فيلم «سبايدرمان: نو واي هوم» (2021). واليوم، طُرح الفيلم الرقم 28 من عالم «مارفل» السينمائي الذي أخرجه متخصّص أفلام الرعب سام ريمي. أخيراً، فتحت «مارفل» الأكوان المتعددة، ووسّعت حدودها أكثر من أي وقت مضى. سافرنا إلى المجهول مع الدكتور سترينج. بمساعدة حلفائه القدامى والجدد، واجه دكتور سترينج الحقائق البديلة الخطيرة للكون المتعدد لمواجهة خصم جديد غامض. كان من المتوقع أن يكون فيلم «دكتور سترينج في الأكوان المتعددة المجنونة» تكملة لفيلم «سبايدرمان: نو واي هوم»، ومسلسل «واندا فيجن»، وكانت عودة سام ريمي إلى «مارفل» بعد فيلم «سبايدرمان 3» (2007) مفاجئة، ولكنّ «مارفل» ألمحت من قبل إلى أنّ الفيلم سيغازل أفلام الرعب، ووفى ريمي بوعده إلى حدّ ما.

جرّاح الأعصاب السابق ستيفن سترينج (بيندكت كامبرباتش)، الذي عمل بجهد لإصلاح الخلافات بين العوالم المتعددة في فيلم «سبايدرمان: نو واي هوم»، يواجه في الفيلم الجديد مشاكل جديدة. عندما أنقذ وصديقه المقرّب وونغ (بيندكت وونغ) المراهقة أميركا تشافيز (زوتشيتل غوميز) من وحش كبير، لم يعرفا أن أميركا لا تعرف كيف تتحكّم بقدرتها على القفز بين البوابات من بُعد إلى آخر. لذلك، يلقي دكتور سترينج تعويذة تفتح بوابة إلى الكون المتعدد، ويصطدم بتهديد قد يكون أكبر من أن يتعامل معه هو وفريقه.
كان لدى سام ريمي الحرية والقوة، ولكنه ارتكب أخطاء «مارفل» القديمة. «دكتور سترينج في الأكوان المتعددة المجنونة» منغمس في «خدمة المعجبين». يظهر الكثير من شخصيات «مارفل» وأفلامها من دون مبرّر. وتيرة متسارعة وقصص وأحداث وشخصيات كثيرة، جعلت مدة الفيلم الذي يمتد على ساعتين، غير كافية لحلّ الحبكة. هناك تسلسل في بداية الفيلم حيث يدخل ويخرج دكتور سترينج مع أميركا من بوابات عدة إلى أكثر من عشرة أكوان في بضع ثوانٍ فقط. أراد سام ريمي تغطية الكثير من الأكوان المتعددة، وأنهى الأمر بإنشاء شريط سريع مع نقص مؤسف في التركيز. سام ريمي لم يأخذنا بيده إلى الأكوان المتعددة، بل جعلنا نركض ونحن جالسون في مقاعدنا.
عرض ترفيهي وألعاب بهلوانية بصرية والكثير من الفيزياء والرياضيات

أسلوبه في أفلام الرعب، موجود في حركات الكاميرا الملتوية وأيضاً في المزج بين الفكاهة والرعب، لكنّ اللمسة المرعبة تبدو مزيفة لأنها لا تناسب أفلام «مارفل».
بعد ساعتين وست دقائق (بالطبع بقينا في الصالة حتى مشهد ما بعد تتر النهاية الإلزامي)، يتضح أنّ «دكتور سترينج في الأكوان المتعددة المجنونة» ليس فيلماً مملاً. هناك دائماً شيء جديد لاكتشافه أو ملاحظته إذا ما شاهدناه مرات عدة. لكنه فيلم مليء بالفرص الضائعة بسبب سرعته، ومن ناحية أخرى لا يزال صراع دكتور سترينج من أجل مكانه في الأكوان المتعددة غامضاً بشكل مخيّب للآمال. «دكتور سترينج في الأكوان المتعددة المجنونة» مذهل بصرياً مع الكثير من المشاكل، إلا أنه من أكثر الأفلام تسلية في عوالم «مارفل». عرض ترفيهي وألعاب بهلوانية بصرية والكثير من الفيزياء والرياضيات، مصمّم فقط لجعل المتفرجين يهتفون ويصيحون. دعونا نأمل فقط للمستقبل أن يتم استخدام العوالم والشخصيات بشكل أفضل وألا تكون مجرد زينة زائدة.

* Doctor Strange in The Multiverse of madness في الصالات