الأفضل سورياً بدون منازع!

  • 0
  • ض
  • ض

أطاح «كسر عضم» (كتابة علي صالح وإخراج رشا شربتجي ــ وإنتاج «كلاكيت ميديا») بكل منافسيه. تقدّم عليهم بمراحل لناحية الجماهيرية والأصداء الإيجابية التي حقّقها، وتحوّل حلقاته إلى «تريندات» على السوشل ميديا. بعد ذلك، خدم السيناريست السوري فؤاد حميرة العمل عندما أثار جلبة، متّهماً صنّاعه بالإفادة من نص مسلسله «حياة مالحة». ينطلق المسلسل من ذروة درامية لها علاقة بتصفية إحدى الشخصيات الأمنية الكبيرة، ثم يوغل في مكامن الفساد بشكل مباشر، ويكشف عن حجم الخراب الحاصل في أمن البلاد، بخاصة في ما يتعلق بالتهريب والمجتمع الطالبيّ وشبكات الفساد في الجامعات. عرف العمل كيف يمسك بمشاهده بإحكام، ويحتفظ به على هذه الحالة حتى الحكاية الأخيرة. ويحسب له المقترح الذكي بقتل أحد أبطاله في الحلقة العاشرة، الضابط ريّان الذي أدّى دوره بسوية لافتة النجم الشاب سامر إسماعيل. كذلك، يسجّل للقصة الغنى الواضح في الأحداث والمغامرة في طرح مجموعة من الشخصيات المكثّفة والمعطيات التي تدور حول قصة واضحة المعالم، من دون أن تفقد القدرة على التصعيد الحكائي المتواتر مع بقاء المصائر معلّقة. طبعاً يؤخذ على العمل المبالغة غير المقنعة في بعض الأماكن والاستسهال في حلول جذرية بني عليها كمّ كبير من الأحداث. ورغم أنّ هذه النوعية من الأعمال تُعتبر ملعب رشا شربتجي الخاص، إلا أن ضيق الوقت وفتح ثلاث كاميرات في آن جعلاها تقع في بعض الأخطاء التي تلقّفها المشاهد، إلى جانب ذهاب الحلول في منطق النص إلى قتل عدد كبير من الشخصيات، وهو ما استغربه المشاهد. لكن في بلد مثل سوريا مات فيه مئات الآلاف وربما فُقد مثلهم خلال حرب طاحنة، لا يبدو غريباً قتل بضع شخصيات في حكاية واقعية. إلى جانب ذلك، نجح «كسر عضم» في الرهان على أسمائه أولها فايز قزق الذي احتّل مكانة يستحقها بجدارة، وحمل العمل بشخصيته المحورية. ولم يكن غريباً على كاريس بشار شغلها المغرق في العفوية والهدوء. أما كرم الشعراني، فتُركت له المساحة الوافية ليمسك بخيوط اللعبة بأداء عميق فهم من خلاله بنية الشخصية وعوالمها النفسية وبنى لها تاريخاً واضحاً وأدّى بثقة مطلقة وحصد نجاحاً صريحاً. كذلك الحال مع ولاء عزم ومعظم الممثلين الشباب الذين لعبوا شخصيات أساسية في المسلسل.

0 تعليق

التعليقات