لكريمة الصقلي إطلالات لبنانية سابقة كثيرة. لكن تلك ستكون المرة الأولى التي تؤدي فيها برفقة الاوركسترا اللبنانية. تعود فكرة دعوة الصقلي للمشاركة في إحدى الحفلات الشرقية للاوركسترا الى صديقتها اللبنانية ليندا غدّار. الأخيرة تتابع دائماً حفلات «الأوركسترا الوطنية اللبنانية للموسيقى الشرق ــ عربية» وعرضت على المايسترو أندريه الحاج دعوة الصقلي التي سرعان ما تلقت الفكرة بشكل إيجابي وقبلت الحضور والغناء مجاناً. عن هذا الأمر، تؤكّد غدار: "أغلب الحفلات التي تقدّمها في العالم مجانية للمهرجانات والاعمال الخيرية. هي غنّت سابقاً في افتتاح «مهرجانات بيت الدين». كما قدّمت حفلة في الأونيسكو نظمتها لها. وأتت الى الجامعة اليسوعية حيث كانت لها أمسية صوفية. هي تحب لبنان، فمنذ أكثر من 11 سنة، تأتي نحو 3 أو 4 مرات في السنة الى هنا. هو أشبه بموطن ثان لها».ماذا في برنامج الحفلة؟ يفترض أن تنطلق الأمسية بمقطوعة للاوركسترا بعنوان «ويبقى الوطن» من تأليف أندريه الحاج. أما إطلالة الصقلي الأولى على المسرح، فستكون مع موشح "يا ليل طل" (شعر أندلسي لحن عبد القادر راشدي). كما سيصغي الجمهور الى «اسكنيها» (شعر الاخطل الصغير ولحن القصبجي) و"يا نسيم الريح" (شعر الحلاج، لحن مرسيل خليفة)، و"الورد جميل" (شعر بيرم التونسي، ولحن زكريا أحمد). كما ستضمّ الامسية "يلي هواك شاغل بالي" ومقطوعة "الأولى" من تأليف أندريه سويد الذي يعزف في الاوركسترا، و"يا جارة الوادي" و"دخلت مرة في جنينة" و"آمنت بالله" والختام مع "إمتى حتعرف".
يبدي الحاج في اتصال مع «الأخبار» حماسته لهذه الامسية التي ستجمع للمرة الاولى الصقلي بالأوركسترا. عن الفنانة، يقول «تتمتع بصوت يطرب. في تجارب الأمس (قبل أيام من الأمسية)، تغيّرت حالة الموسيقى في الاوركسترا عندما بدأت تغني. نحن نتبين مباشرة قدرة المغني عندما يبدأ بالغناء معنا. ومن الثواني الاولى، الصقلي قادرة على جذب المرء. ما يميزها الإحساس في الصوت والشخصية التي تفرض نفسها. شخصية الصوت وشخصيتها هي أيضاً. هي في الوقت عينه ناعمة جداً وتتمتع بشخصية قوية. صوتها فيه إحساس وقوي، وتجيد الأغنية الطربية».
تسلم الحاج «الأوركسترا الوطنية اللبنانية للموسيقى الشرق ــ عربية» عام 2011. حينها، وضع لها سياسة موسيقية معينة، وحدد الاتجاه الذي أراد أن تأخذه. يتذكر ذهابه الى الراحل وديع الصافي في أولى حفلاته، طالباً منه الاستعانة بأغنياته لإقامة نوع من تحية له في أمسيته. آنذاك، كانت الاوركسترا تعاني مشكلة، ورأى الحاج أن الناس يحبون السماع الى الكلمة أكثر منها الى الموسيقى الآلية. استعان بأغنيات الصافي لجذب الناس، وبالتالي أدخل الموسيقى بين أغنياته وهكذا بدأت الفكرة وبدأت حفلات الاوركسترا تستقطب الجمهور. ويضيف الحاج: «منذ ذلك الوقت، بات الناس قريبين من الأوركسترا. في مرحلة معينة، كانت بعيدة عن الناس. أصبح لدينا جمهورنا. وعدت وافتتحت مع أميمة الخليل في وقت لاحق، ثم بدأت فكرة التكريم مع الياس الرحباني، واحسان منذر، ثم إيلي شويري، والرحابنة، وفريد الاطرش ومرسيل خليفة. من هنا تأسست فكرة الاوركسترا، وكنت دائماً أقول أن هذا نموذج الاوركسترا العربية، وليس أن تكون متقوقعة وتعزف السماعيات فحسب. هذه الاوركسترا تجيد الموسيقى العربية، كما أنه يمكنها أن تؤدي موسيقى للرحابنة ولمرسيل خليفة. لم أضف شيئاً ولكن عدت الى الاوركسترا التي كان الرحابنة يعملون فيها في لبنان. أعدت إدخال تلك الآلات، ولذا كانت أولى الحفلات وأقواها تلك التي رسمت فيها الطريق، أي عام 2013 في أمسية مخصصة لفريد الاطرش. وضعت حجر الأساس. ولحسن الحظ جاءت النتيجة جيدة جداً. وأتمنى أن يأتي أحدهم ويزودني بالمزيد من الأفكار».