لا يكاد يُذكر اسم الشاعر حسب الشيخ جعفر، إلا ويذكر معه أنه كان سبباً في اطّلاع كثيرين على تجارب الشعر الروسي، عبر ترجمات مختلفة نشرها في الصحف والمجلات الثقافية العربية، ومختارات قدّم فيها أبرز شعراء الروسية في القرنين الثامن والتاسع عشر، إلى جانب إصداره مجموعات منفصلة ضمّنها ترجمات لقصائد ماياكوفسكي، وألكسندر بلوك، وبوشكين، وآنا أخماتوفا. تأثّر جعفر بهؤلاء الشعراء الكبار الذين نقلهم إلى العربية، فظهرت روح غنائية جديدة وعناصر مختلفة في قصيدته وإن لم تنقطع عن مرجعياته العربية، والعراقية الحديثة بشكل خاص، فهو ابن الجيل التالي لتجربتَي الملائكة والسيّاب. صنع من هذا المزيج قصيدته المدوّرة التي جعلته أباً لهذا الشكل الشعري في القصيدة العربية الحديثة، قبل أن ينصرف هو نفسه عنها. كان الشاعر الراحل سعدي يوسف قد وصف قصيدة جعفر المدوّرة والصعبة بأنها «اختراق مرموق في تشكيل النصّ الشعري المحدث»، معتبراً أنها «كادت تغدو الصيغة المتداولة في الكتابة الشعرية، بالرغم من صعوبتها. ولربما كانت هذه الصعوبة سبباً من أسباب التهيّب إزاء ممارستها في أوقاتٍ لاحقةٍ». ولفت إلى أنّ «جعفر ذاته لم يعد حريصاً على إدامة ما بدأه». ترجم صاحب «رباعيات العزلة الطيبة»، نقلاً عن الروسية التي أتقنها، حيث درس الأدب الروسي وحصل على درجة الماجستير فيه، عام 1966، من «معهد غوركي للآداب» في موسكو، وحاز «جائزة السلام السوفياتية» عام 1983. كما حصل على جائزة «مؤسسة سلطان بن علي العويس الثقافية للشعر» لدورة 2002-2003، التي وصفته آنذاك بأنه «طور التقنيات الغنائية والدرامية والسردية، موظفاً المأثور الشعبي والتراث العربي. تكشف نصوصه عن تواصل مع الحضارة الإنسانية، كما تعكس إفادته من المنجز الشعري العالمي الحديث مع تفرّد صوته وانفتاحه على الفكر والفلسفة والفنون المواكبة لروح العصر، ومن ثم تجسّدت هذه الخصائص في تشكيل نص شعري عربي وإنساني متفرّد يلفت النظر بنضارته ودهشته بالعالم».
أصدر الشاعر أكثر من عشر مجموعات بدأت بـ «نخلة الله» (1969). وفي العام نفسه أصدر أولى رواياته «الريح تمحو والرمال تتذكر». وكتب مذكرات فترة دراسته في موسكو بعنوان «رماد الدرويش»، إلى جانب رواية «نينا بتروفنا» ويستهلّها بأنها مذكرات لمجهول عُثر عليها في موسكو وقام بتحويلها إلى رواية. في عام 2020، طبعت وزارة الثقافة العراقية أعمال الراحل الكاملة في ثلاثة مجلدات.