عاشت الدراما المشتركة «عزّاً» كبيراً خلال السنوات الماضية، حتى أطاحت بالمسلسلات اللبنانية. كانت تلك الصناعة الأحبّ على قلب المنتجين اللبنانيّين بسبب سهولة تسويقها وبيعها، فراحوا يتسابقون على التعاقد مع نجوم لبنانيين وسوريين معروفين. استمرّت هذه الموضة التي خُصّصت لها ميزانيات ضخمة جعلت بعض الممثلين نجوم صفّ أول. بعد سنوات من الدلال والرخاء، يشهد الموسم الرمضاني الحالي غياباً لافتاً للمسلسلات المشتركة بسبب عوامل عدة، على رأسها توجّه شركات الإنتاج إلى المنصات الإلكترونية حيث تُعرض المسلسلات القصيرة على مدار العام.
كان يُفترض لشركة «صبّاح إخوان»، التي كانت تصرّ على الدراما المشتركة في كل موسم رمضاني، أن تخوض المنافسة بمسلسلين مشتركين: الأول «من... إلى» (تأليف بلال شحادات ـ إخراج مجدي سميري) الذي يجمع السوري قصي خولي واللبنانية فاليري أبو شقرا. أما العمل الثاني، فهو «بيروت 303» (كتابة سيف رضا حامد وإخراج ايلي السمعان) الذي يضمّ عابد فهد وسلافة معمار ومعتصم النهار، وممثلين لبنانيين. كان كل شيء يسير على ما يُرام، إلى أن خرج بيان «الصبّاح» ليعلن عن خريطتها الدرامية الخالية من المسلسلين اللذين تأجّلا لما بعد عيد الفطر. هكذا، اكتفت الشركة بالمسلسل المشترك «بطلوع الروح» (تأليف محمد هشام عبية، ـــ إخراج كاملة أبو ذكرى ــ mbc) الذي يجمع مصريين ولبنانيين من بينهم منة شلبي، إلهام شاهين، أحمد السعدني، محمد حاتم، وعادل كرم، ديامان بو عبود. العمل الذي صوِّر في لبنان، يروي قصة امرأة تصحو لتجد نفسها في مكان غريب، وتكتشف أن زوجها استدرجها إلى أحد مراكز عمليات «داعش»، فتضطر لمواجهة الحياة الجديدة.
من جانبها، تحضر «إيغل فيلمز» (جمال سنان) بمسلسل مشترك واحد هو «للموت 2» (كتابة نادين جابر ـ إخراج فيليب أسمر ـ mtv ـــ تطبيق «شاهد» ـــ mbc) الذي يجمع دانييلا رحمة، وماغي بو غصن، وباسم مغنية، والسوري محمد الأحمد. العمل سيكون تكملة للجزء الأول الذي بُثّ في شهر الصوم الماضي. لا يعتبر قرار «إيغل فيلمز» بخوض السباق الرمضاني بعمل واحد مشترك، أمراً مفاجئاً، بل إنّها اعتمدت تلك الخطة في السنوات الماضية. هكذا، تكتفي بعمل «يتيم» وتركّز كل جهودها على صناعة الدراما الخليجية.
ومن المعروف أن «إيغل فيلمز» و«صباح إخوان»، تتعاقدان مع تطبيق «شاهد» (المنضوي تحت شبكة mbc) لعرض مشاريعهما بشكل حصري. وتنفّذ الشركتان مطالب الشبكة السعودية أكان من ناحية عدد المشاريع أو محتواها.
من هذا المنطلق، قرر السعوديون هذا العام خوض السباق بأقلّ عدد من الأعمال المشتركة بين اللبنانيين والسوريين، في مقابل التركيز على الدراما المصرية والخليجية على أنواعها. فقد أعطى القائمون على «شاهد» أولوية للمشاريع الخليجية وتحديداً السعودية وسط فورة فنية لا مثيل لها تشهدها الرياض.
شهر الصوم على «شاهد» مخصّص للأعمال الخليجية والمصرية


هكذا، ارتأى صنّاع الدراما تحويل «شاهد» إلى مركز لعرض المسلسلات المشتركة بين اللبنانيين والسوريين طيلة العام، في حين أنّ شهر الصوم مخصّص للأعمال السعودية والمصرية لأن الموسم الرمضاني يعتبر الأهم بالنسبة إلى المنتجين.
من جهته، قرّر المنتج مفيد الرفاعي صاحب شركة Media Revolution 7 إعادة الحياة إلى مسلسل «ظلّ» (تأليف زهير رامي الملا ـــ إخراج محمود كامل/ بالشراكة مع Gold Touch Production ــــــ «شاهد» و«روتانا دراما» و«أبو ظبي» و lbc) بعدما توقف تصويره العام الماضي بسبب كورونا. العمل شهد تغييراً جذرياً عليه تمثّل في خروج النجم باسل خياط والتحاق النجمين جمال سليمان وعبدالمنعم عمايري به، إضافة إلى ممثلين لبنانيين من بينهم جيسي عبده ويوسف الخال وأنجو ريحان.
باختصار، هذا العام تشهد الخريطة الدرامية تغيرات لافتة، لا تكتفي بتغييب الدراما اللبنانية، بل أيضاً بحضور خجول للدراما المشركة. على أن تتضح نتائج هذا التغيير بعد انتهاء السباق الرمضاني.