بين 14 و26 تشرين الأوّل (أكتوبر) 2016، ضجّت بيروت باحتفالية مخصّصة لذكرى مرور 20 سنة على تأسيس «مسرح المدينة». شرّع الصرح العريق أبوابه لفنانين وموسيقيّين ومطربين توالوا على تقديم أمسياتهم وعروضهم ضمن برمجة شديدة التنوّع. أسماء اعتلى بعضها خشبته على مدى السنوات، عادت لتستعيد ذاكرة المكان والمدينة.يومها، كان المخرج اللبناني المقيم في الولايات المتحدة، عمر نعيم، حاضراً يوثّق ما يجري ويرصد بكاميراته أحوال بيروت المتردية. كان الجميع يجهل أنّه يمكن لواقع العاصمة أن يزداد سوءاً. استوحى نعيم من الراهن الذي عاينه بأمّ العين وعبر العدسة من فنّ وإبداع وفوضى، مضمون شريط لا تتعدّى مدّته الساعة الواحدة، مليء بالأحداث والعواطف.
صعوبات كثيرة حالت دون إنجاز «مدينتان» في تلك الفترة، قبل أن يتمكّن نجل المسرحية اللبنانية نضال الأشقر من إكمال العمل مع مجموعة من أصدقائه في أميركا الذين قدّموا جهودهم مجاناً. إنّه أشبه بـ «شهادة حيّة عن المسرح والمدينة... حان وقتها الآن»، وفق ما تقول الأشقر في اتصال مع «الأخبار».
يأتي العرض في مناسبة يوم المسرح العالمي


أسباب عدّة من بينها جائحة كورونا، أرجأت الكشف عن الفيلم الذي يمزج بين التوثيق والدراما، إلى أن ارتأت الأشقر عرضه في «مسرح المدينة»، غداً السبت تزامناً مع الاحتفال بـ «يوم المسرح العالمي» (27 آذار/ مارس).
«نحتفل اليوم بهذه المناسبة التي تعدّ فرصة لنتذكّر أهمية الخشبة اجتماعياً وسياسياً وإنسانياً، والدور الذي تلعبه على صعيد الثورة ورفض الظلم والتعبير عن النفس والحرية»، تقول قبل أن تُضيف: «رغم صعوبة هذه الأيام التي نعيشها، يغصّ المسرح بالشباب ممن هم في أمسّ الحاجة للاجتماع والاستمتاع بهذا المكان اللاطائفي... إنّه وقت المسرح. اليوم أكثر من أي وقت مضى، نحن بحاجة لنشعر بإنسانيتنا وثقافتنا وانفتاحنا ليبقى لدينا أمل بالاستمرار». وتشير إلى أنّه «حين نشعر بأنّنا وصلنا إلى أسفل الدرك، تصبح الحاجة ماسّة للفن. وليس العكس كما يعتقد بعضهم. فهو بالتأكيد ليس ترفاً ولا من الكماليات، بل جزء لا يتجزّأ من المعاناة واليوميات».
ولأنّه حاجة ملحّة اليوم، تشدّد الأشقر على أنّه «أفضّل أن أشحذ المال لأبقي المسرح مفتوحاً على أن أستسلم وأقفل أبوابه... فأنا منذ مدّة طويلة أدركت أنّ هذه الدولة اللقيطة التي أفرزها الاستعمار غير قادرة على الحياة».
وقبل أن تختم حديثها، تُشير إلى أنّها تشتغل حالياً لتقديم عروض جماهيرية لـ «مدينتان» في الصالات أو في «مسرح المدينة» (كان سينما سارولا سابقاً)، مؤكدةً في الوقت نفسه أنّ احتفالية الغد ستبدأ بعرض «لطيف» في الخارج قبل أن يُزاح النقاب عن الشريط في تمام الساعة الثامنة مساءً.

عرض فيلم «مدينتان»: 20:00 مساء غدٍ السبت ــ «مسرح المدينة» (الحمرا ــ بيروت). الحجز ضروري. للاستعلام: 03/779977 أو 01/753010