في كانون الأوّل (ديسمبر) الماضي، أقامت مؤسّسة «تكريم» احتفالها الحادي عشر في بيروت لتؤكّد أنّ لبنان يبقى «بلد حريّة الفكر والرأي، فيما تظلّ عاصمته مدينة الحب والحلم والأفكار النيّرة على الرغم من الصعوبات والظلمة»، وفق ما يؤكّد صاحب المبادرة، الإعلامي اللبناني ريكاردو كرم لنا. مبادرة تُعدّ زبدة مسيرته المهنية الممتدة منذ ربع قرن تقريباً، ويصفها بأنّها «حلم العمر الذي تمكّنت من تحقيقه».بالتوازي مع المجهود المبذول لبنانياً، وُلدت نسخة أميركية في عام 2019، غير أنّ إطلاقها الرسمي وأنشطتها تأجّلت حتى 26 شباط (فبراير) 2022 بسبب ظروف الأزمة الصحيّة العالميّة والتطوّرات على الساحة اللبنانية.
ريكاردو كرم أثناء إلقاء كلمته

من مدينة ميامي في ولاية فلوريدا، أبصرت TAKREEM USA النور خلال احتفال حاشد، عاد قسم من عائداته لإنشاء صندوق لتمويل الجامعيّين اللبنانيّين في الولايات المتحدة، ممّن يتعذّر على ذويهم تحويل أقساطهم بسبب الأزمة الاقتصادية. وعلى خطٍ موازٍ، كرّمت المؤسّسة الوليدة حوالى مئة شخصيّة عربيّة لمعت في مجالات عدّة، من الثقافة إلى التعليم والعلم والبيئة والاجتماع والاقتصاد وغيرها.
صحيح أنّ TAKREEM USA هي مؤسسة شقيقة لـ «تكريم» اللبنانية، غير أنّهما «مختلفتان لأنّ كلّاً منهما تعمل وفق أطر ومعايير خاصة بها، وإن كان هناك بالطبع تبادل خبرات بين التجربتَيْن»، وفق ما يوضح كرم.
وُجدت النسخة الأميركية في سبيل تسليط الضوء على أشخاص «يعملون لتقدّم الإنسانية، لإلهام الجيل القادم من المهاجرين، ودعم مبادرات التغيير، وربط أصحاب المصلحة المؤثّرين، عن طريق الإشارة إلى التميّز والترويج له والاحتفاء به». وكما بات معلوماً، فإنّ «تكريم» ترمي عموماً إلى تهيئة البيئة اللازمة للمضي قدماً، وترك بصمة، وتعريف الأجيال الشابة على أمثلة مُلهمة...
في صلب خطّتها، تنوي المؤسسة سنوياً تكريم أسماء من أصول عربية في الولايات المتحدة والأميركيتَيْن، ساهمت في إحراز تقدّم ولمعت في ميادين مختلفة، بعد اختيارها وفق عمليّة «دقيقة جدّاً تركّز على الإنجازات في ست فئات أساسية، هي: المبادرون الشباب، القيادة البارزة للأعمال، الإبداع الثقافي، الإبداع العلمي والتكنولوجي، التنمية البيئية المستدامة وإنجازات العمر».
يبدو كرم راضياً جدّاً عن نتيجة السهرة الأولى، خصوصاً لناحية الشخصيات التي كُرّمت وحضرت احتفال 2022: «هم أصحاب تجارب وقصص تستحق أن تُروى». ويعتبر أنّه في غياب الإعلام الحقيقي الذي «تتعيّن عليه الإضاءة على أنشطة مماثلة»، تؤكّد هويات حائزي الجوائز أنّ «خياراتنا كانت صحيحة وأنّ «تكريم» و«تكريم USA» تتمتعان بشفافية وصدقية... وهذا ما عملت على إنجازه منذ البداية».
الرجل الذي ينشط كخطيب ومدير لندوات وورش عمل ومؤتمرات مهمّة في مختلف أصقاع العالم، يخصّص أيضاً مساحة وافرة من حديثه للكلام عن TAKMINDS التي انعقدت أيضاً في دورتها الثانية. إنّها منصّة منضوية تحت لواء «تكريم»، تجمع «صنّاع التغيير والمواهب الجديدة»، من أجل مقاربة ومعالجة تحدّيات الحياة الواقعية للعالم الذي نعيش فيه. والهدف من ذلك هو «نسج خيوط التعليم والأعمال والفن والثقافة والإعلام والتكنولوجيا من أجل بناء مستقبل أكثر استدامة». هذه السنة، استقطبت TAKMINDS شخصيات بارزة «تناقشت وتواصلت وأجابت على أسئلة الجمهور... ومن الجميل أنّنا بدأنا ببناء مجتمع لتبادل الأفكار والخبرات التي قد تُفضي إلى بناء مشاريع لاحقاً». هنا، يشدّد ريكاردو كرم على أنّه «لا يمكن أن يكون مجتمعنا أقوى في غياب الاتحاد... أرى أنّ TAKMINDS شكّلت حاضنة أو جامعة عربية ناجحة على أمل أن تكبر»، مشيراً إلى «حضور لافت للشباب العربي الذي نخاف عادةً أن يذوب في مجتمع الاغتراب ويبتعد عن أصوله وينساها، وينسى خصوصيّته». وخلافاً لـ «تكريم»، من المتوقّع أنّ يُقام الحدث الأميركي أكثر من مرّة سنوياً في ولايات مختلفة.