أغمضهما في دمشق، لكن الأكيد أنه لن يغمضهما عنها، كما لم يغمضهما عن فلسطين.فدمشق بالنسبة إلى زياد وأمثاله من مناضلي العرب وثورييها الحقيقيين هي بوابة فلسطين، كل فلسطين، من البحر إلى النهر. ولأنها كانت البوابة، وتبقى كذلك، لم يتركها حين تكالبت عليها السيوف وعملت فيها الخناجر، بل قرّر البقاء مع أهلها رافضاً كل عروض المغادرة ومغانمها. فابن القدس لا يترك دمشق. وزياد منى واحد من أبناء القدس البررة.


رحلته النضالية الطويلة بدأت من القدس حيث ولد إلى دمشق مروراً بعمان التي طرد منها ونزعت عنه أوراقه الثبوتية فيها، فصار اسماً بلا رقم، قبل أن ينتقل إلى تونس والقاهرة وغيرهما من عواصم العرب، وصولاً إلى ألمانيا الديموقراطية حيث أكمل الدراسة... قبل أن يختار العودة إلى دمشق التي سكنته وسكنها.
زياد منى اسم علم لفلسطين، وسيرة من سيرها النقية التي سيتداولها المقاومون في لبنان وسوريا وفلسطين طويلاً...