لم تجد قناة «الجديد» أفضل من المسرحية المصرية «الواد سيّد الشغال» (أُنتجت عام 1985) التي يلعب بطولتها النجم عادل إمام، لتعبئة هوائها هذه الفترة بعد قرارها تجميد مجموعة من برامجها. فقد أعادت الشاشة بثّ المسرحية الشهيرة على جزءين، تحديداً مساء الثلاثاء والأربعاء الماضيين. هذه الخطوة لم تكن مقرّرة سابقاً، بل جاءت نتيجة وقف «الجديد» عرض برنامج «فوضى» لجو معلوف (كل أربعاء) بشكل مفاجئ، إلى جانب الفراغ الذي أحدثه انتهاء عرض برنامج «فوق 18» (الثلاثاء) الذي تتولّاه رابعة الزيات.على عجلة، وبشكل مفاجئ، أوقفت المحطة جميع مشاريعها التلفزيونية الترفيهية والفنية، معلنةً عن انطلاق صفّارة الانتخابات ببث مروحة برامج سياسية محض. هذه الخطة متوقّعة تلجأ إليها القنوات المحلية تدريجاً مع اقتراب موعد الانتخابات. لكنّ «الجديد» قرّرت سريعاً القفز إلى موعد الاستحقاق السياسي المنتظر في شهر أيار (مايو) المقبل، ما يطرح العديد من التساؤلات حول مدى جهوزية البرمجة السياسية التي ستنطلق قريباً!
يختصر أحد العاملين في «الجديد» الوضع في المحطة هذه الفترة، بأنه «فوضى»، إذ لا يعرف القائمون على القناة كيف ينظّمونها. وقف البرمجة بهذا الشكل المفاجئ أدخل الشاشة في حالة ضياع، في مقابل عدم جهوزية غالبية البرامج السياسية الخاصة بالانتخابات، بخاصة أنه لا يزال هناك متّسع من الوقت لموعد الانتخابات في الربيع المقبل. وهنا يُطرح السؤال: لماذا أوقفت المحطة بشكل مفاجئ برامج: «مع تمام» الذي يتولاه تمام بليق، و «فوضى» لجو معلوف، و«فوق الـ 18» لرابعة الزيات، إضافة إلى تجميد برنامج «المفاوض» لعمار شلق؟ تشير المعلومات إلى أنّ لكلّ برنامج حكاية مع «الجديد».
وكانت رابعة الزيات قد أعلنت الثلاثاء قبل الماضي عن عرض الحلقة الأخيرة من «فوق 18»، كاشفة عن غيابها هذه الفترة عن الكاميرا. خطوة المقدّمة جاءت مفاجئة لأن البرنامج الذي يعالج قضايا متكرّرة من الجنس والخيانة، كان يُكمل تصوير حلقاته بشكل عادي. في هذا الإطار، تلفت المعلومات لـ «الأخبار» إلى أن «فوق 18» كان سيتوقف بثّه بعد رأس السنة الحالية، ولكنّ إدارة «الجديد» ارتأت تمديد حلقاته قليلاً، كي يستمرّ لغاية موعد انطلاق البرمجة السياسية. وتؤكد المعلومات أن لا خلافات بين الزيات والقناة، إذ سيعود عملها بموسم ثانٍ بعد شهر رمضان.
أما بالنسبة إلى «المفاوض» الذي كان التجربة الأولى للممثل عمّار شلق في عالم التقديم، ويُعتبر نسخة طبق الأصل عن «المسامح كريم» الذي قدّمه جورج قرداحي في السابق، فقد ألغي من البرمجة قبل رأس السنة الحالية، بسبب تدنّي نسبة مشاهديه، إذ إنّ العمل لم يأخذ حقه، ولا يشبه البرامج التي عرضتها الشاشة، وهي تدور عادةً في فلك الجنس والخيانة والدين. لكنّ القناة تفكّر في إعادته إلى الهواء في الصيف المقبل، في حال أجريت عليه تعديلات بهدف رفع سقف منافسته! أما عن وقف عرض البرنامج الحواري «مع تمام» الذي يتولاه تمام بليق ويستضيف وجوهاً فنية وإعلامية، فقد جاء انسجاماً مع القرار بتخصيص برمجة القناة للانتخابات، بدون عرض أي برنامج فني أو اجتماعي.
لكن ما يجب التوقّف عنده هو تجميد حلقات «فوضى» لجو معلوف بشكل مفاجئ ومن دون سابق إنذار. في هذا الإطار، تلفت المصادر لنا، إلى أن مشاكل وقعت الأربعاء قبل الماضي في كواليس البرنامج، بين معلوف والإدارة، وأدّت إلى تغييب البرنامج التلفزيوني لحلقتين متتاليتين. خلال التحضير لعرض «فوضى» قبل أسبوعين، وقع إشكال بين معلوف ومنتج البرنامج رامي زين الدين من جهة، ومجموعة من العاملين في المجال التقني من جهة أخرى. إشكال أدّى إلى عدم بثّ الحلقة التي كانت ستُعرض مباشرة على الهواء. تلفت المعلومات إلى أن هذه الخطوة أحدثت بلبلة في «الجديد» وأغضبت القائمين عليها، فيما لم تجد القناة حلاً سريعاً لملء الفراغ سوى بإعادة بثّ مسرحية «الواد سيّد الشغال».
في هذا السياق، توضح المعلومات أن الخلاف بين الطرفين في «فوضى»، وقع قبل دقائق من انطلاق الحلقة، وتطوّر لاحقاً. وتشرح المصادر أن تجميد «فوضى» في برمجة «الجديد» يستمرّ هذه الفترة، وقد تؤدي الخلافات بين الطرفين إلى فضّ العقد الموقَّع بين المقدّم اللبناني والقائمين على المحطة. تكشف المصادر عن اجتماع عقده معلوف وفريق عمله، معلناً له عن وقف البث هذه الفترة لحين التوصل إلى اتفاق مع أصحاب القناة. مع العلم أن هناك مفاوضات سارية حالياً بين الطرفين. وفيما قدّم معلوف مجموعة من الطلبات شرطاً لرجوعه إلى المحطة، تحجّجت «الجديد» بأن «فوضى» لم يحقق نسبة مشاهدة عالية ويمكن الاستغناء عنه هذه الفترة!
يتردّد في الكواليس عن عودة نيشان ببرنامج جديد


وستواصل «الجديد» هذه الفترة عرض المسرحيات المصرية على جزءين مساء كل ثلاثاء وأربعاء، على أن تبث الأسبوع المقبل مسرحية «مدرسة المشاغبين» المصرية التي تجمع عادل إمام ونجوماً آخرين. وتوضح المصادر أن المحطة لم تقرّر بعد البرنامجين اللذين سيحلّان مكان «فوضى» و«فوق 18»، وستتخذ قرارها سريعاً منعاً للوقوع في الفراغ. إلا أنّ الفراغ الكبير في برمجة «الجديد» قد وقع فعلاً، ويبقى السؤال: ماذا عن البرامج السياسية على «الجديد»؟ متى ستنطلق صفّارتها؟ رغم أن القناة أطلقت الأسبوع الماضي أول برامجها للانتخابات وهو «عالبرنامج» (السبت) الذي تتولاه نانسي السبع وافتتحت حلقته الأولى مع النائبة السابقة بولا يعقوبيان، إلا أنه لم يتمّ بعد تحديد موعد للكشف عن برنامج ثانٍ. وتلفت المعلومات إلى أن العمل التلفزيوني الذي ستتولاه سمر أبو خليل تأخّرت انطلاقته لأسباب تقنية، وقد يكون على الهواء في شهر آذار (مارس) المقبل. لذلك تعوّل المحطة هذه الفترة على برنامج «وهلق شو» الذي يقدمه جورج صليبي (كل أحد)، لحين اكتمال خارطة برمجة الانتخابات. في المقابل، يُحكى في الكواليس عن عودة نيشان ديرهاتونيان إلى «الجديد» ببرنامج حواري سياسي منوّع أيضاً، بعدما أطلّ ليلة رأس السنة محاوراً البصّارة ليلى عبد اللطيف. لم يُحسم بعد أمر رجوع المقدّم إلى القناة التي سبق أن أطلّ عليها العام الماضي في برنامج «أنا هيك».
إذاً، تعيش المحطة حالة فوضى. من جهة، قرّرت وقف البرامج الفنية والترفيهية، ومن جهة أخرى ليست جاهزة لعرض أيّ عمل سياسي مكانها. ولا يُخفى على أحد أن «الجديد» تحضّر بسريّة لحزمة مشاريع سياسية (فقرات وريبورتاجات) تقوم على الترويج للمرشّحين للانتخابات المقبلة، في مقابل دعم مادّي!