كاميرا بحركة سريعة، وبقدر قليل جداً من الحوارات، ولقطات قريبة جداً من الوجوه: «أوروبا» (ساعة و15 دقيقة ـــ 2021) للمخرج الإيطالي العراقي حيدر رشيد (1985) عمل بُني على فكرة كبيرة جداً وعولج بطريقة بسيطة جداً. كمال (آدم علي) شاب عراقي يدخل أوروبا سيراً على الأقدام عبر الحدود التركية البلغارية. يتم القبض عليه من قبل شرطة الحدود البلغارية، لكنه ينجح في الهرب ليجد نفسه يبحث عن مخرج في غابة لا نهاية لها وعالم بلا قوانين إنسانية يحكمه صيادو اللاجئين (المنظمات الإجرامية التي تعمل بالتواطؤ مع شرطة الحدود). حيدر رشيد ضائع بما يريد أن يقدمه. الإثارة والرعب والأكشن أبعدتنا كثيراً عن المقاربة الاجتماعية لمشكلات الهجرة. تنقل الكاميرا الألم والإرهاق الشديد في عرض رعب جيد، لكن حبذا لو كان الفيلم عشرين دقيقة فقط، لأن المشاهد والأحداث أوقعته في كمية من التكرار الممل.الفيلم رحلة نجاة يخوضها كمال بقوة من أجل الحرية والحياة. هذه الفكرة التي يقوم عليها الفيلم، قُدمت بطريقة سينمائية لم تخدم الموضوع الأساسي. الأدلة المادية للهجرة والأوضاع المتطرفة التي يواجهها كمال، والدراما والمعاناة الحقيقية في الغابة وضعت في قالب أحداث أكشن ونجاة، أكثر من دراما مؤثرة... كأننا نشاهد فيلم «مباريات الجوع». ظلام، ركض، مطاردة، إطلاق نار، حرب، وفي كل هذا كمال منهك وجريح وجائع. هذا هو الفيلم كله والنهاية غير مفهومة ولا معنى لها. كل شيء يحدث تقريباً في يوم واحد، ينتهي حدث لندخل في آخر، وكل الأحداث تشبه بعضها. وإن لم تكن تشبه بعضها، تكون سطحية مثل مشهد كمال عندما وجد جثة مهاجر مسيحي، فدفنه وقرأ الفاتحة عليه.
كانت الدقائق الأولى من الفيلم مثيرة، لكن حالما وصل كمال إلى الغابة، وقع المخرج في دوامة لا مخرج منها وأوقع كمال فيها. ساعة من الفيلم عبارة عن أحداث متوقعة مللنا من رؤيتها. «أوروبا» فيلم يصور معاناة الهجرة بطريقة مختلفة عن باقي الأفلام التي تناولت هذا الموضوع، ولكن النتيجة مأساوية كيوم كمال.