تمتلئ سيرة المغنية فدوى عبيد بالعديد من الأعمال الشهيرة التي لا يزال الناس يردّدونها لغاية اليوم. المطربة اللبنانية التي انطفأت أول من أمس في أحد المستشفيات في الولايات المتحدة الأميركية، تُعتبر من جيل الفنانتين هيام يونس وسميرة توفيق، برزت في حقبتَي الستينيات والسبعينيات. لقد عاشت عبيد ما يسمّى بالعصر الذهبي، وشاركت في صناعته بصوتها الرخيم وشخصيتها وأغنياتها.
«شاب حليوة أفندي» أدخلتها عالم الشهرة الواسعة

ابنة منطقة برج البراجنة (محافظة جبل لبنان)، عرفت شهرة عربية واسعة، لكنّ أغانيها كانت لا تذاع إلا نادراً، لأنّ أعمالها غلب عليها الطابع المصري، وهو ما لم يكن محبّذاً يومها في الإذاعة اللبنانية والقائمين عليها الذين أرادوا تثبيت هُوية فنية لبنانية بحسب ما يتم تداوله. غنّت فدوى لكبار الملحّنين، من رياض السنباطي الذي لحّن لها أغنية «لبيك يا ربي»، وسيد مكاوي، إلى بليغ حمدي ومحمد الموجي وفريد الأطرش، بالإضافة إلى الأخوين منصور وعاصي الرحباني وملحم بركات وغيرهم. أُعجب بها الموسيقار وليد غلمية الذي قدّمها في مسرحية «يا ليل» من تأليف جورج جرداق، ضمن «مهرجانات جبيل» عام 1971 وشاركها البطولة الفنانان جوزف عازار ودريد لحام. رغم أن فريد الأطرش كان أول من أُعجب بصوتها، إلا أنّ محمد الموجي كان من أعزّ معارفها، وكان دوماً يناديها بـ «المطربة الناعمة المسرسبة». في مسيرة الراحلة أكثر من 600 عمل فني من بينها أغنيات دينية. لعلّ أشهر أغنياتها هي: «عيوني هالعيون»، «نهاية حب»، «حبيبي أنت»، «طلوا الأحباب»، «على وين ما تروح يا هوى»، «لا تكابر»، «راح امبارح وطل اليوم»، «حبك على جبيني قدر»، «يا ساكن الليل». لكنّ الأغنية التي طبعت الذاكرة الشعبية تظلّ «شاب حليوه أفندي» (كلمات ميشال طعمة)، ودخلت من خلالها عالم الأغنية الشعبية. على إثر اندلاع الحرب الأهلية عام 1975، هاجرت فدوى إلى الولايات المتحدة الأميركية، لتعتزل الفن وتضع حداً لمسيرة كانت قصيرة لكن غزيرة.