منذ انطلاقتها في الموسيقى الـ«أندرغراوند» والالكترونية في منتصف التسعينيات، كانت ياسمين حمدان (1976) رائدة في مجالها، وميّالة الى التجديد والتجريب. لطالما جذبتها الاسطوانات القديمة وأعمال المغنيات اللواتي برزن في أوائل ومنتصف العشرينيات. لكن لياسمين رؤية خاصة في الموسيقى. لا مجال للاستعادة أو التقليد. هذه الموسيقى ثمينة جداً في نظرها، تكنّ احتراماً كبيراً للفنانين الذين سبقوا لكي تقوم باستعادتهم أو الغناء على طريقة «الكاراوكي» كما تصفها. حمدان مجددّة ومستكشفة. تسعى دائماً الى تقديم ما هو جديد، منطلقة مما تقدّم سابقاً. في بداية عام 2002، كانت الفنانة تشعر بالقلق. هذا ما دفعها الى الانتقال للعيش في باريس، بحثاً عن استقرار.
«كنت بحاجة الى أن أرى نفسي في المستقبل» تقول، مضيفة «كنت متحمسة للقاء أشخاص وفنانين في إطار يمكنني أن أتطور فيه بحرية كوني فنانة. كنت بحاجة الى مواجهة واقع مختلف، وإنجاز العمل اللازم لأحسّن نفسي فنياً. كنت ببساطة بحاجة الى أن أجد نفسي في مكان يجعلنني أعمل».
باستقرارها في مدينة جديدة، بدأت مغامرة حمدان المنفردة، لكن تدريجاً. في ذلك الوقت، كانت لا تزال تعمل مع زيد حمدان ضمن فرقة «سوب كيلز» التي كانت تثير الحماسة في باريس، وتُبث أغنياتها في الاذاعة. «كان هناك أمل» تقول. لكن الأمور سرعان ما تعقّدت، بسبب بعد المسافات، وسوء إدارة أعمال الفرقة، ما أدّى إلى سلوك كل فنان طريقه وحده. تحت اسم «ياس»، أطلقت ياسمين ألبوماً مع ميرويس حمل عنوان Arabology. لكن «يا ناس» (Crammed Discs) الذي أصدرته في أيار (مايو) 2013 يعتبر ألبومها المنفرد الخاص الأول. هذا العمل هو تراكم كل التجارب السابقة التي جعلت حمدان تكوّن هويتها الموسيقية، ونتج منها ألبوم «حميم وهشّ» كما تصفه. ألبوم يمزج بين القديم والجديد، نوع من الفولك العربي. ورغم عروض مغرية كثيرة تلقتها، لم تشأ يوماً الغناء بالانكليزية، علماً أن أولى أغنيات «سوب كيلز» كانت بلغة شكسبير. لكن عندما «بدأت أسمع الموسيقى العربية، قررت أن أغني بالعربية فقط». في حديث سابق مع «الأخبار» قبل أشهر، لم تكن للفنانة بعد مشاريع محددة في المنطقة. كانت تستعد لإطلاق ألبومها في الولايات المتحدة، وتقديم سلسلة حفلات مع فرق شاركت في فيلم جيم جارموش «وحدهم العشاق بقوا أحياء». تأتي زيارة حمدان إلى لبنان تحديداً في إطار صدور الفيلم في «متروبوليس أمبير صوفيل». وقع السينمائي الأميركي المعروف تحت سحر المغنية بعدما شاهدها في حفلة مرتجل في مراكش قبل سنوات. لم ينسها وخصّص لها مشهداً في فيلمه الأخير حيث نراها تؤدي أغنية «حال» التي كتبتها خصيصاً للعمل ويتضمنها الالبوم أيضاً. العرض الأول للفيلم في بيروت جرى قبل نحو أسبوعين، وكانت حمدان حاضرة لنقاش حول الفيلم.
فكرة الجولة أتت بطريقة عفوية بحسب الفنانة. بعد عرض الفيلم، شاركت في مقابلة مباشرة في «راديو بيروت» تلتها سهرة راقصة على إيقاعات أغنيات لها، إضافة الى أخرى عربية قديمة. في هذا الصدد، تذكر: «نظّم نصري الصايغ الأسبوع الماضي سهرة كان فيها الـ «دي جاي»، وسمعتُ بعضاً من أغنياتي القديمة التي كنت نسيتها. كان الجو رائعاً».

ألبوم «يا ناس»
هو تراكم كل التجارب السابقة
لا تخفي حمدان التماسها لنوع من القوة الجديدة والفاعلة في مجال الموسيقى المستقلة في لبنان. «أظن أنّ الموسيقى المستقلة باتت تتمتع بديناميكية جديدة. هناك الكثير من الشباب الذين يضفون نفساً جديداً ونضراً على هذا المجال. كما أنّ هناك جمهوراً لهذه الموسيقى وجواً يسمح للموسيقيين بالتطور. سابقاً، كان هذا المجال أكثر سرية وأندرغراوند». وتضيف: «الآن بات اسهل التواصل وسماع موسيقى متنوعة على الانترنت وتبادل التجارب. أصبحت هذه الموسيقى في متناول الجميع. عندما جئت في تشرين الأول (أكتوبر) الماضي، كانت الأجواء مضطربة بسبب الظروف الأمنية. الآن أشعر أنّ الناس مرتاحون أكثر، والأجواء مؤاتية لاستعياب التطور الموسيقي». أما في ما يتعلّق بالموسيقى التجارية، فرأيها أكثر قسوة «الموسيقى التجارية في لبنان شيء غير موجود بالنسبة إليّ».
ينتظر متتبعو ياسمين حفلتها في لبنان منذ فترة. في برنامج أمسية الـ«ميوزكهول» غداً، أعدّت حمدان أغنيات من ألبوم «يا ناس»، إضافة الى أخرى لم تصدر بعد. خلال الحفلات الترويجية للفيلم التي جمعتها بموسيقيين عالميين من مختلف العوالم الموسيقية، تمكّنت حمدان من إغناء فنّها وإضفاء الجديد على أدائها المباشر. «الأمسية التي أقدّمها في بيروت ستكون غنية بفضل اللقاءات التي قمت بها خلال حفلات الفيلم الجماعية. سيكون الاثر واضحاً، خصوصاً لناحية الموسيقيين الموجودين على المسرح والإضاءة والصوت».

* ياسمين حمدان: 21:00 مساء الغد ــ «ميوزكهول» (الواجهة البحرية) ـ للاستعلام: 01/999666



موعد مع تانيا صالح

تقيم لجنة «مهرجانات بعلبك الدولية» لقاء مع الفنانة اللبنانية تانيا صالح التي تقدّم حفلة ضمن فعاليات المهرجان يوم الجمعة 22 آب (أغسطس) في معبد باخوس. ويقام اللقاء عند الحادية عشرة من صباح العاشر من حزيران (يونيو) في مكتب مهرجانات بعلبك (شارع عثمان بن عفان ، بناية «دورسوميان»، بيروت). للاستعلام: 03/380643