افتتح صنّاع الدراما السورية 2021 بكارثة حقيقيّة، عندما استقبلوا جثمان المخرج الراحل حاتم علي، لتكون الجنازة المهيبة هي مفتاح العام الجديد وعنوان شؤمه، ليتتالى بعدها رحيل القامات الفنية على رأسهم أسطورة الغناء السوري صباح فخري، وقبله أستاذة الماكياج وأحد أعمدة «المعهد العالي للفنون المسرحية» ستيلا خليل، قبل أن يحين موعد نقيب الفنّانين زهير رمضان والممثّل فاروق الجمعات والمغنية ميادة بسيليس، فضلاً عن الكتّاب وليد معماري ومروان الخاطر وسمير هزيم وعالم الآثار قاسم طوير ومدير الإنتاج فراس حربا، وأخيراً الكوميديان محمد الشمّاط (الخال أبو رياح)... إذاً، كان 2021 عاماً للرحيل بامتياز، من دون أن ينقصه المرض الذي أصاب المخرج هشام شربتجي بعد تعرّضه لجلطة أدخلته العناية المشدّدة، وما زال حتى الآن يخضع للعلاج. هذا على مستوى النوائب، أما بالنسبة للمشهد الدرامي، فيمكن القول إنّ 2021 شهد سنة جديدة من التراجع على صعيد الموسم الرمضاني، إذ لم يحقّق أي عمل أثراً يمكن الحديث عن أنه صنع صدمة إيجابيّة للصناعة الشامية الأبرز. وإذا كنّا قد دخلنا سوق المسلسل القصير بقوة من خلال «قيد مجهول» (لواء يازجي ومحمد أبو اللبن والسدير مسعود ــ osn) الذي حقّق أصداء ممتازة، فيما تكرّس حضور النجوم السوريّين في الدراما المشتركة القصيرة والرمضانية العربية، إلا أنّ المنتجين في الشام باتوا يتعاملون مع موضوع المسلسل القصير على أنّه ربع مسلسل ثلاثيني، فيخصّصون له ربع ميزانية بعقلية تجارية مبتذلة. وربّما ستتكشّف الأمور أكثر في تجارب قصيرة أُنتجت العام الماضي وصارت جاهزة للعرض مثل «وثيقة شرف» (مؤيد النابلسي وعثمان جحى وباسم السلكا) و «روز» (طلال مارديني وعباس شرف).
كذلك، شهد 2021 عودة غير موفّقة للكوميديان ياسر العظمة بلوحات نُشرت على قناته على يوتيوب تعرّض على أثرها للنقد القاسي، ومرّة أخرى لم تكن أفضل بمسلسل «السنونو» المفكّك بطريقة إلى درجة أنّه يمكن إكمال حلقة واحدة منه! إلا أنّ العودة المحبّبة كانت للممثل المخضرم أسامة الروماني الذي رجع إلى وطنه ومهنته بعد هجران دام أكثر من ربع قرن، إذ عاد لمزاولة التمثيل في أكثر من تجربة. السِمة المنغصّة لـ 2021، كانت استشراس الرقابة على يد مدير رقابة النصوص الدرامية فراس موسى، الذي أطاح بكثير من الورق بحجج وذرائع لم يعد لها مكان إلّا في سوريا!