ماذا سنشاهد على القنوات اللبنانية ليلة الميلاد؟ سؤال يُطرح حالياً مع بدء العدّ العكسي للعيد. بعد تحضير لأسابيع قليلة، بدأت الشاشات المحلية بالكشف عمّا في جعبتها من برامج مستوحاة من أجواء المناسبة، لتدخل لعبة البروموات على الخطّ في الساعات الأخيرة، إذ تُفرغ كل قناة حمولتها الإعلامية لجذب أكبر عدد من المشاهدين. في جولة سريعة على الشاشات المحلية، يتّضح أنّ برامجها يطغى عليها الطابع الاجتماعي مع جرعة فنية خفيفة تغيّر مزاج المشاهد قليلاً. هكذا، راحت التلفزيونات تطبّق مبدأ «جود بالموجود»، متكئةً على استضافة النجوم المحليين بسبب الأزمة المالية التي تضربها والتي تمنعها من المغامرة بمشاريع «ثقيلة». في هذا الإطار، سيكون الجمهور مساء الجمعة المقبل على موعد مع منافسة بين وسائل الإعلام لتقديم برمجة تخلط بين الفقرات الاجتماعية المستوحاة من الواقع اللبناني المرير، مع لمسة فنية.
تحلّ سيرين عبد النور ضيفة على سهرة lbci

رغم غيابه عن برمجة الخريف والشتاء على«الجديد» بعدما قدّم برنامجه الاجتماعي «أنا هيك» لمواسم عدّة، يطلّ نيشان دير هاروتيونيان مساء الجمعة بحلقة خاصة تحمل اسم «أنا مين». فقد بدأت الشاشة التي يديرها تحسين خياط بثّ برومو ترويجي للحلقة الاجتماعية التي تروي قصة امرأة في منتصف الأربعينيات من عمرها، اكتشفت أخيراً أنّ والدَيْها اللذين ربّياها ليسا أمّها وأباها البيولوجيَّيْن. هنا، تبدأ رحلة البحث التي يقودها نيشان للتفتيش عن الوالدين الحقيقيين. في البرومو، تذرف السيّدة دموعها بعدما صُدمت بالحقيقة، ويبادلها المقدّم الشعور نفسها. تلعب «الجديد» على وتر الحماس والتشويق، بإضافة موسيقى حزينة وبعض اللقطات المؤثّرة من حوار الثنائي. تجوب كاميرات القناة في أرشيف أحد المستشفيات البيروتية للتعرّف إلى هُوية الوالدين، فيتمّ العثور على ثلاثة أسماء مشتبه فيها.
لا يحمل الإعلان الترويجي لـ «أنا مين» أيّ مفاجآت على صعيد القصة، إذ سبق أن تمّ تناول حكايات مشابهة بها على الشاشة الصغيرة، ولعلّ أبرزها، ورغم الاختلاف بين القصّتين، تلك التي عالجها مالك مكتبي في برنامجه «أحمر بالخط العريض» على قناة lbci عام 2017 والتي شكّلت عند عرضها «قنبلة» لناحية أرقام المشاهدة، بعدما رافق المقدّم الفتاة اللبنانية زينب بلوط بمهمّة البحث عن والدتها السريلانكية الأصل. قصة حُبكت بطريقة مؤثّرة حيث لملم الثنائي أطراف الحكاية ليجدا الوالدة «ديبا دارماسيري». لم تتوقّف فصول الحكاية عند هذا الحدّ، بل كانت نهايتها حزينة بعدما التقت الابنة بأمّها التي سرعان ما تفارق الحياة بسبب المرض.
من جانبها، قرّرت lbci تقديم خلطة بين الفقرات الفنية والاجتماعية. هكذا، ستكون الحلقة الميلادية بعنوان «نور العيد» (الجمعة بعد نشرة الأخبار المسائية)، وتطلّ فيها سيرين عبد النور. لن يكون الحوار مع الممثلة والمغنية اللبنانية فنيّاً، بل سيتطرق إلى الجانب الإنساني حيث تعيش بطلة مسلسل «روبي» تجربة ستكشف عن ملامحها. ستتشارك سيرين مع حالات إنسانيّة تستضيفها معاني العيد حاملة معها العديد من المفاجآت. وتتابع lbci سهرتها الميلادية، إذ تعرض في الليلة نفسها حلقة خاصة من برنامج «في male» (س: 21:40)، تستضيف خلالها كارلا حداد النجم السوري ناصيف زيتون الذي سيقدّم مجموعة من أعماله الجديدة والقديمة ويستحضر بعض ذكريات العيد.
على الضفة نفسها، لن تبتعد mtv عن البرامج الاجتماعية، على أن تطعّم محتواها بحضور فنّي. تبث المحطة التي يديرها ميشال المرّ حلقة خاصة (مساء الجمعة) تقدّمها نبيلة عوّاد وتطل فيها النجمة اللبنانية كارول سماحة. تقدّم الأخيرة خلال هذه الإطلالة باقة من أعمال ألبومها الميلادي «كريسماس كارول». لقاء كارول ونبيلة، سيتضمّن كذلك لقاءً مع مواطنين لبنانيين يتحدّثون عن مشاكلهم الاجتماعية في عزّ الأزمة المالية والاقتصادية المستفحلة.
وكما في كلّ مناسبة، يخصّص «تلفزيون لبنان» برمجة «خجولة» لمواكبة التطوّرات الحاصلة. بعد نشرة الأخبار المسائية يوم الجمعة، تعرض الشاشة الرسمية حلقة خاصة بعنوان «ميلاد المحبة»، تحاور فيها ميرا كساب ضيوفاً من «مختلف الطوائف، متوقّفة عند أهمية العيد ومعانيه الإنسانية والاجتماعية».
وكما جرت العادة في السنوات السابقة، تطلّ داليا داغر في «تيليتون 2021» بحلقة خاصة تُعرض مساء بعد غدٍ الخميس على otv. للعام التاسع على التوالي، تخصّص المقدمة اللبنانية حلقتها الميلادية لجمع التبرّعات لحالات صحية مستعصية. هذا العام، تجمع داغر مبالغ مالية لطبابة 12 حالة من مختلف المناطق اللبنانية تحتاج إلى مبالغ كبيرة لإجراءات طبية مستعجلة. وفي اتصال مع «الأخبار»، تلفت داغر إلى أنّ «تيليتون 2021» هو من «أصعب الحلقات التي نُفذت منذ انطلاق التجربة»، بسبب الأزمة المالية التي تضرب البلاد إضافة إلى «طبيعة الحالات المستعصية التي تحتاج إلى تدخّل طبي سريع». وتكشف داغر أنّ الحلقة ستكون مباشرة ويبدأ بثّها ابتداءً من الساعة الخامسة مساءً، على أن تُختتم عند تجميع المبلغ كاملاً. وتوضح داليا كذلك أنّها تستضيف نحو 70 شخصية من إعلاميين وسياسيين ورجال أعمال، سيشجّعون المغتربين والمواطنين على التبرّع.