لا يمكن تخيّل الأعياد أو المناسبات السعيدة من دون شوكولا. فبين هذه المادّة الغذائية اللذيذة وغالبية الناس قصّة عشق لا تنتهي! تنحدر كلمة شوكولا من كلمتَيْن في لغة المايا وتعني الماء الحامض. وقد بدأت صناعتها بحبّة الكاكاو، ويعود تاريخها إلى ألفَي عام قبل الميلاد. اختيار الشوكولا كهدية، له معنى رمزي قويّ جداً، يمكن حصره بالحب والشغف والعاطفة والرعاية والحياة السعيدة. يكمن في الشوكولا سرّ وراء السعادة والراحة النفسية اللّتين تغمران المرء إثر تناوله، بغضّ النظر عن السلبيّات التي قد تتأتّى عن الكميات الزائدة. والأكيد أنّ أي نوع من الشوكولا يحتوي على نسبة من السّكر تساعد في رفع مستويات هرمون السيروتونين المسؤول عن تنظيم مزاج الإنسان.
If you want to say something, say it with chocolate
(إذا كنت تريد أن تقول شيئاً، فقله بواسطة الشوكولا). هذا هو باختصار المبدأ الذي انطلق منه مشروع Say It With Chocolate عبر الإنترنت في أيار (مايو) 2016 على يدَيْ أسامة القاضي وجنى جوهري: «نعدكم بأن تكون رسائلكم لا تُنسى ولذيذة. نخلق رسائل شخصيّة تناسب جميع المناسبات». وُلدت الفكرة لدى أسامة الآتي من عالم البيع بالتجزئة والذي كان يعيش في الكويت يومها، قبل أن تبدأ جنى بـ «كثير من الحب والاهتمام» بتنفيذ المشروع الذي أبصر النور بدايةً في المنزل، ليتوسّع اليوم ليشمل معملاً صغيراً يقع في قرية كفرحيم الشوفية (جبل لبنان) ويضم خمسة أشخاص يعملون بكدّ لتلبية طلبات الزبائن. وقع اختيار الثنائي على الشوكولا في إطار رغبتهما بخوض تجربة تجارية مختلفة عن السائد في السوق المحلية، وفق ما يؤكد القاضي في اتصال مع «الأخبار». ويُضيف: «أردنا أن نمنح الناس طريقة مبتكرة لإيصال رسائلهم والتعبير عن أنفسهم». حرص أسامة وجنى على «عدم المساومة على النوعية». هكذا، اختارا شوكولا بلجيكيّة تُعدّ «من الأفضل»، واعتمدا على مواد عالية الجودة لناحية التعبئة والتغليف. أما عن سبب انتقاء مواقع التواصل الاجتماعي لتكون المنصّة الحاضنة لتجربتهما، فيشدّد القاضي على أنّه «بحكم عملي، كنت أعرف تماماً منذ سنوات أنّ هذا هو المستقبل. لذلك كنت واثقاً ممّا نفعل». وكما هي الحال بالنسبة لمختلف القطاعات في لبنان، أرخى تردّي الأوضاع الاقتصادية خلال السنتَيْن الماضيتَيْن بثقله على Say It With Chocolate، خصوصاً بعد انهيار الليرة اللبنانية أمام الدولار الأميركي وصعوبة مجاراة التقلّبات المتسارعة على صعيد الأسعار. هذا إلى جانب المنافسة التي واجهها المشروع من قبل أشخاص اشتغلوا فيه وقرّروا أن يسلكوا درباً مشابهة بمفردهم. لكن كيف أن المشروع لا يزال قادراً على الاستمرار اليوم بعدما مرّ في فترة توقّف وجيزة؟ «صحيح أنّ هناك طبقة كاملة من المجتمع شُطبت من قائمة زبائننا، إلّا أنّ اللبناني يظلّ يُحارب من أجل الحفاظ على التقاليد المرتبطة بالأعياد والمناسبات»، يقول القاضي. ثم يوضح: «حاولنا إجراء دراسة للحفاظ على النوعية ومراعاة القدرة الشرائية للزبائن... وأعتقد أنّنا نجحنا لغاية الآن».

(رابطا فايسبوك وإنستغرام ــ للاستعلام: 71/154060)