رجب طيّب أردوغان يتعرّض للإعلام الأجنبي مجدداً! بعد أيّام على مضايقة الشرطة له مباشرةً على الهواء، وصف رئيس الوزراء التركي، أوّل من أمس، مراسل شبكة «سي. أن. أن.» الأميركية، إيفان واتسون (الصورة)، بأنّه «خادم مطيع» و«عميل»، على خلفية تغطيته للاحتجاجات المناهضة للحكومة التركية التي انطلقت يوم السبت الماضي، لكنّها بقيت محدودة في ظل وجود كثيف للشرطة لمنع أي اضطرابات في «ميدان تقسيم». رجال الأمن استخدموا أيضاً الغاز المسيل للدموع ومدفع مياه لتفريق حوالى ألف محتج.
وكانت شرطة اسطنبول قد قطعت بثاً حياً لـ CNN في اليوم نفسه، كما احتجزت واتسون لبعض الوقت، بعدما كان يتحدث ضمن تقرير تلفزيوني عن الذكرى السنوية الأولى لأضخم احتجاجات مناهضة للحكومة في تركيا منذ عقود، علماً بأنّ واتسون يعمل مراسلاً للمحطة في اسطنبول منذ فترة طويلة.
في كلمة بثتها شاشات عدة، قال أردوغان أمام أعضاء البرلمان عن حزب «العدالة والتنمية» الذي يتزعمه إنّ «وسائل الإعلام الدولية التي جاءت إلى اسطنبول وأطلقت صيحات مبالغاً فيها واستفزازية، تلعق مخالبها»، مضيفاً إنّه كان من بين هؤلاء «خادم CNN المطيع هذا». تابع رئيس الوزراء التركي قائلاً: «لقد ضُبط متلبساً. مثل هؤلاء لا علاقة لهم بالصحافة الحرّة المستقلة وغير المنحازة. هؤلاء ينفذون حرفياً تعليماتهم كعملاء». هنا، ذكّر أردوغان بتغطية المحطة الأميركية الحيّة على مدى ساعات خلال احتجاجات 2013 في «ميدان تقسيم» في اسطنبول، معتبراً أن الهدف كان «إثارة الاضطرابات».
وفي أوّل تعليق على الموضوع، قال متحدث باسم «سي. أن. أن.» لوكالة «رويترز» «إننا نؤيد تغطيتنا من تركيا»، مؤكداً أنّها «كانت ولا تزال نزيهة وواقعية وغير منحازة».
بدورها، وضعت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية، ماري هارف، اتهام واتسون بالعمالة في إطار «السخافة»، مدافعة عن الشبكة. وأضافت في حديثها أمام الصحافيين: «نحن ندعم حرية الصحافة في تركيا بقوّة، بما في ذلك قدرة إيفان واتسون من «سي. أن. أن.» على العمل، وواصلنا التعبير عن مصادر قلقنا في هذا الخصوص».
وكان واتسون قد تعرّض السبت الماضي للدفع بقوّة والركل على أيدي عناصر الشرطة الذين سحبوه بعدها من أمام الكاميرا أثناء حديثه في بث مباشر من «ميدان تقسيم». وغرّد الأخير قائلاً: «الشرطة التركية احتجزتني مع طاقمي أثناء التقرير الحي. ضربني شرطي بركبته في مؤخرتي»، قبل أن يضيف في تعليق آخر: «أطلقت الشرطة سراح الفريق بعد نصف ساعة. اعتذر ضابط عن قيام الآخر بضربي».




رجب متعوّد

لرجب طيّب أردوغان تاريخ طويل مع التضييق على الإعلام. اتهم رئيس الوزارء التركي الإعلام الأجنبي وحكومات أخرى بالوقوف وراء الاحتجاجات التي تندلع بشكل متقطع منذ التظاهرات الكبرى التي شهدها «ميدان تقسيم» في حزيران (يونيو) 2013، فضلاً عن زيادة أعداد الصحافيين في السجون التركية وتراجع هذا البلد في مؤشر حرّية الإعلام عالمياً. ومن بين مآثر أردوغان أيضاً حجب موقعي تويتر ويوتيوب وتفعيلهما لاحقاً، في ظل الحديث عن نيّة في حجب فايسبوك أيضاً وانتشار تقارير صحافية تؤكد فرض رقابة مشددة على الموقع الأزرق من قبل السلطات التركية. وكانت منظمات حقوقية منها «لجنة حماية الصحافيين»، و«منظمة هيومن رايتس ووتش»، قد أعربت عن مخاوفها إزاء مناخ عمل الإعلاميين في تركيا.