الذي يتتبّع المشهد الثقافي العربي واللبناني يجد بوضوح أنَّ هناك رموزاً ثقافية كان لها دور كبير في رسم ملامح المشهد، بخاصَّة بعد الضبابيّة الكبيرة التي شوَّهت مشهده بسبب تزاحم الأفكار والأضداد فيه وظهور أسماء ووجوه كانت ممنهجة وفق منهجيات لا تقترب كثيراً من هموم المشهد. وبوجود رمز ثقافي وقامة شعريّة وثقافيّة كبيرة هو سماحة الشيخ فضل مخدّر رحمه الله، تجد أنك تمتلك نقطة مرجعية تستطيع من خلالها أن تستدلّ من خلالها على طبيعة أبعاد المشهد. وما أقل هذه النقاط المرجعية في مشهدنا الثقافي العربي. نتخيَّل حجم الخسارة الكبيرة التي مُنيَ بها الشعر والثقافة العربية برحيله. لقد عقد ألسنتنا رحيلك السريع يا شيخ، وعزاؤنا أنّك شاعر من شعراء الحقيقة، ومن كتّابها أيها الخير والحبّ والسماحة والسلام، فسلامٌ عليك أبد السلام.
* شاعر عراقي