«إلا الإمارات العربية المتحدة»! رسالة واضحة وجّهتها قناة «الجديد» أول من أمس بعدما قرّرت حذف اسكتش من برنامج «شو الوضع» (الإثنين 21:30) الذي يقدّمه حسين قاووق ومحمد الدايخ، إذ فوجئ فريق البرنامج بعدم عرض اسكتش يسخر من طريقة تعامل الأجهزة الأمنية اللبنانية مع فريقَي الإمارات وإيران اللذين زارا لبنان الشهر الماضي ضمن التصفيات الآسيوية المؤهّلة إلى مونديال قطر 2022.
يُرجَّح أن يلجأ قاووق والدايخ إلى فكّ العقد مع «الجديد»

كلّنا يتذكّر كيف حلّ الفريق الأمني الإماراتي على مطار بيروت، مدجّجاً بالسلاح بدعوى حماية منتخبه من دون حسيب ولا رقيب، في مقابل اشتعال الجدل مع وصول الفريق الإيراني الذي كان مجرّداً من كل شيء، باستثناء حقائبه التي كانت محلّ شبهة بسبب كبر حجمها! يومها، غرّد وزير الداخلية بسام مولوي بأنّ السلطات اللبنانية كانت على علم بـ «وصول فريق أمني إماراتي إلى مطار رفيق الحريري الدولي وبحوزته أسلحة»، فيما فتح تحقيقاً بشأن حقائب المنتخب الإيراني! العبثية في ذروتها، تصلح بلا شك مادةً دسمة لاسكتش «قاووقي». إلا أنّ الاسكتش «أزعج» القائمين على قناة «الجديد»، فحُذف من الحلقة! أمر أجبر الثنائي قاووق/ الدايخ على نشر الاسكتش على صفحاتهما على السوشال ميديا، معلّقيْن بأنّ «المشهد حذفته «الجديد» لأسباب خاصة. نحن كفريق عمل نعبّر عن عملنا بحرية بعدم القبول بحذف محتوانا بدون موافقتنا رافضين الانحياز إلى أي جهة».
طلبت المحطة حذف اسكتش فريق الإمارات والإبقاء على نظيره الإيراني


تلفت مصادر لـ «الأخبار» إلى أن القائمين على «الجديد» تفاوضوا بدايةً مع الدايخ، طالبين منه عرض المشهد مقتطعاً، أي حذف مشهد الفريق الإماراتي والإبقاء على نظيره الإيراني! رسالة واضحة بعدم جواز انتقاد الإمارات بأيّ شكل من الأشكال. لكنّ الكاتب والممثل اللبناني رفض ذلك، لأنّ الاسكتش متكامل وحقيقي بناءً على معلومات سياسية تمّ الكشف عنها علناً. وتلفت المعلومات إلى أن «الجديد» تحجّجت لاحقاً في نقاشها مع الدايخ، بأن الاسكتش لا علاقة له بالسياسة اللبنانية الداخلية، بل هو «شأن خارجي» كما قالت. وطلبت من فريق العمل التركيز على طرف داخلي لبناني محدّد وتوجيه السهام إليه بدل الالتفات إلى القضايا الخارجية. وبعد محاولات عدة فاشلة بإقناع الدايخ وقاووق بتقطيع الاسكتش، قرّرت المحطة حذف الاسكتش كلياً من برنامج «شو الوضع». وتوضح المصادر أنّ للشاشة اللبنانية حساباتها السياسية والتمويلية. ومع أنّ العقد الموقَّع مع قاووق/ الدايخ يضمن حريتهما في التعبير، اتّضح بأنّ شعار الحرية الذي ترفعه «الجديد» يتوقف عند ما يهدّد سياستها ومصالحها المالية أو لا يخدمها. واليوم، يُرجّح أن يلجأ قاووق والدايخ إلى فكّ العقد مع «الجديد»، على أن يتخذا القرار في الساعات القليلة المقبلة، بعد اجتماعهما بنائبة رئيس مجلس إدارة «الجديد» كرمى خياط.
في اتصال مع «الأخبار»، يلفت الدايخ إلى أنّه يُعيد حالياً درس العقد مع قناة «الجديد» وسيجتمع بإدارة الشاشة قريباً لاتخاذ موقفه بالبقاء أو الانسحاب من البرنامج، مكتفياً بالقول بأنّ «الكوميديا السوداء قائمة على نقل الوقائع الاجتماعية».