وقد تكون تلك السيرة هي الرواية الـ 25 التي لن يكون صاحبها على قيد الحياة على الأرجح، أو كما يتمنى، إذ هو يرغب في العيش حتى 2020. ستكون هي الكتاب الذي يتوق لقراءته. الكتاب الذي «يعض ويلسع»، كما يقول بطله الأثير ناثان زوكرمان الذي عاش معه المرحلة الأكثر خصوبة في الكتابة والجوائز. كان زوكرمان بطل جائزتي «بولتزر» (1998)، و«مان بوكر» (2011) عن مجمل أعمال روث الروائيّة. وقد يكون رفيقه في «نوبل».
كلّ ما يؤكّده روث أنّه سيترك الكتابة إلى الأبد، وسيبقى ابناً للغة الإنكليزية ولأميركا. لم تستطع المرحلة البريطانية الوجيزة أن تحفّزه على الكتابة في لندن. «إنكلترا جعلتني يهودياً في ثمانية أسابيع فقط». هذا التوصيف بالذات (يهودي)، هو ما يرفضه روث رغم العالم اليهودي الغني في رواياته، ورغم كونه التوصيف الذي يصر عليه الناقد البارز هارولد بلوم. «إنّ الهوس الفعلي للكاتب هو اللغة، أي إيجاد الكلمة الصحيحة التالية. إنها الإنكليزية - الأميركيّة. وإن كان الكاتب يكتب بالعبرية أو اليديشية فلن يكون كاتباً يهودياً، بل سيكون كاتباً عبرياً أو يديشياً». هذا ما يصر عليه روث بحزم.
ينهي بليك بايلي كتابة سيرة
روث الذاتيّة عام 2022
ليس لروث مريدون بالمعنى الحرفي. ويبدو أنّ مجايليه ومنافسيه على عرش الرواية الأميركية، كتوماس بنتشن ودون ديليلو وكورماك مكارثي أكثر حضوراً عند كتّاب الأجيال اللاحقة، مثل جوناثن فرانزن، وديفيد فوستر والاس. ربما كان لنرجسيته السبب في هذا، وربما كان ذلك بسبب التنوّع المذهل والتطوّر المتلاحق والعوالم المتباينة في روايته، بحيث أقصى نفسه عن تكوين «مدرسة أسلوبيّة». في كل الأحوال، يبدو روث أكثر هدوءاً وعزلة في الثمانين. لن يكتب رواية بكل تأكيد. وستكون مقابلة «بي. بي. سي» آخر منبر يتحدث فيه، إلا إذا أتته... «نوبل»!