رحل المترجم البريطاني همفري ديفيز (1947 ــ 2021) أخيراً، بعد عقود طويلة كرّسها لترجمة الأدب العربي الكلاسيكي والمعاصر إلى الإنكليزية. ديفيز الذي قضى نتيجة مضاعفة حالته بالسرطان في الأشهر الأخيرة، يعدّ أحد أبرز المترجمين من العربية إلى الإنكليزية مع حصيلة تبلغ 18 مؤلّفاً مترجماً. درس اللغة العربية في «جامعة كامبريدج» خلال الستينيات، والتحق بعدها بمركز الدراسات العربية في «الجامعة الأميركية في القاهرة». بعد تلك الفترة، عمل في النشر في القاهرة، وشارك في «معجم اللغة العربية المصرية» للسعيد بدوي، ومارتن هايندس. بين الثمانينيّات وبداية التسعينيّات، تنقّل ديفيز بين بلدان عربية عدّة منها السودان وفلسطين وتونس، حيث عمل مع منظّمات وجمعيات مختلفة، قبل أن يقيم أخيراً في القاهرة.
هناك، بدأ رحلته في الترجمة سنة 1997، مع قصّة لسيد رجب، تلتها رواية «كفاح طيبة» (1944) لنجيب محفوظ. منذ نهاية التسعينيات، بدأ العمل على مشروع ضخم تمثّل في ترجمة كتاب «هزّ القحوف بشرح قصيد ابي شادوف» ليوسف الشربيني الذي يعدّ من أبرز مؤلفات الأدب العربي التي صدرت قبل مطلع القرن العشرين وتقدّم وصفاً للريف المصري. توّج هذا المشروع بترجمة الكتاب، بالإضافة إلى إصدار نسخة عربية حديثة منه قام ديفيز بتحقيقها وكتابة مقدّمتها النقديّة، تلاها إصدار معجم للكتاب.
هكذا تراوحت اهتماماته بين الكلاسيكي والمعاصر في الأدب العربي حيث ترجم لكتّاب كثيرين أمثال الياس خوري، ونجيب محفوظ، ومريد البرغوثي، وعلاء الأسواني، وبهاء طاهر، وجمال الغيطاني، ومحمد مستجاب، وحمدي الجزار، وخالد البري، وأحمد العايدي، بالإضافة إلى أحمد فارس الشدياق ويوسف الشربيني. كما نال ثلاث جوائز من «بانيبال» الخاصة بترجمة الأدب العربي عن ترجماته لـ «واحة الغروب» لبهاء طاهر، و«باب الشمس» و«يالو» للياس خوري.