بعد دورة استثنائية شهدها العام الماضي بسبب الظروف التي فرضتها جائحة كورونا وتداعياتها على القطاع الثقافي في العالم بشكل عام، وفي فلسطين بشكل خاص. يعود مهرجان «أيام فلسطين السينمائية الدولي» لعام 2021 في الثالث من تشرين الثاني (نوڤمبر) إلى الثامن منه. وتواصل مؤسسة «فيلم لاب فلسطين» الاستعدادات لإطلاق الدورة الثامنة للمهرجان. يتضمن برنامج الدورة الثامنة، مجموعة من الأفلام الروائية والوثائقية الفلسطينية والعربية والعالمية، الطويلة والقصيرة التي تُعرض للمرة الأولى في فلسطين. ويشهد مهرجان هذا العام، النسخة السادسة من مسابقة «طائر الشمس» للأفلام القصيرة والوثائقية. تشارك في هذه المسابقة أفلام قصيرة ووثائقية لصنّاع أفلام فلسطينيين أو أفلام يتعلق موضوعها بفلسطين.

«أيام فلسطين» هو المهرجان الوحيد في العالم الذي يُنظم بصورة متزامنة في عدة مدن ومواقع، نظراً للواقع الصعب الذي يعيشه الشعب الفلسطيني تحت الاحتلال، وصعوبة التنقل. سيقام المهرجان في المدن الفلسطينية التالية: القدس ورام الله وبيت لحم وغزة وحيفا والناصرة. والجدير بالذكر أن ربع عروض الأفلام في مدينة القدس المحتلة ستذهب إلى مسرح «الحكواتي»، كمساهمة رمزية لدعم صمود المسرح كصرح ثقافي مهم في القدس، في ظل الظروف المالية الصعبة التي يعيشها والتي باتت تهدد استمراريته.
اختيرت الأفلام هذا العام لتحكي قصصاً إنسانية من أنحاء مختلفة من العالم، «تعزز الانتماء إلى الروح الإنسانية وتذكر بمركزية الثقافة حتى في أصعب الظروف». يحتوي البرنامج على أفلام من فلسطين ومصر والمغرب والجزائر ولبنان وسوريا وإيران ومالطا والبوسنة وصربيا وفرنسا وإنكلترا وأميركا والدنمارك والسويد.
ستفتتح الدورة الثامنة بفيلم «الغريب» للمخرج أمير فخر الدين ويدور الفيلم في مرتفعات الجولان المحتلة، حيث يمر طبيب لم ينهِ دراسته بأزمة وجودية. تتخذ حياته منعرجاً مفصلياً حين يلتقي برجل جريح قادم من الحرب في سوريا.
وفيلم الختام هو «علي صوتك» للمخرج المغربي نبيل عيوش. يحكي الفيلم قصة مغني الراب السابق انس حين يحصل على وظيفة في المركز الثقافي في حي للطبقة العاملة في مدينة الدار البيضاء. وبتشجيع من المعلم الجديد، يحاول طلابه التحرر من ثقل التقاليد ليعبّروا عن أنفسهم وشغفهم من خلال الهيب هوب.
ويضم المهرجان أيضاً مجموعة كبيرة من الأفلام منها: «إلى أين يا عايدة؟» للمخرجة البوسنية يازميلا تشبانيتش، و«أبناء الشمس» للمخرج الإيراني مجيد مجيدي، و«أميرة» للمخرج المصري محمد دياب الذي يحكي قصة أميرة التي تبلغ 17 عاماً، كبرت وهي تعتقد أنها ولدت نتيجة تهريب نطفة والدها السجين. لكن مفهومها لهويتها يتحطم عندما تكتشف أنّه عقيم. تبدأ في رحلة البحث عن والدها البيولوجي لتحافظ على ما تبقى من هويتها بينما ينهار عالمها من حولها. «فدائيين، نضال جورج عبد الله»، يظهر اسم جورج عبد الله بانتظام في المظاهرات والمقالات الصحافية والرسائل البرلمانية الموجهة إلى وزارة العدل. لكن من هو حقاً؟ لماذا هو مسجون في فرنسا منذ أكثر من 35 عاماً؟ لماذا يعتبره الفلسطينيون واحداً منهم؟ في العديد من النواحي، قصة جورج عبد الله هي قصة عصر، لكن أيضاً قصة اليسار العربي الثوري الغني وغير المعروف للكثيرين. «فدائيين، كفاح جورج عبد الله» يسترجع رحلة مناضل شيوعي ومقاتل عربي من أجل فلسطين. من مخيمات اللاجئين الفلسطينيين التي شكلت ضميره، إلى التعبئة الدولية لإطلاق سراحه، سوف نكتشف الرجل الذي أصبح واحداً من أقدم السجناء السياسيين في أوروبا. «لقمة عيش» لمروة جبارة طيبي، يوثق رحلة العمال الفلسطينيين وهم ينتقلون من منازلهم إلى أماكن العمل في الأراضي المحتلّة. بالنسبة إلى الحاصلين على تصاريح العمل، يكون يومهم عبارة عن ساعات طويلة من الانتظار، والتفتيش باستخدام كلاب بوليسية مع احتمالية عدم النجاة أو الاختناق بين الحشود على الحواجز. بينما يتسلل آخرون إلى الأراضي المحتلّة بمساعدة المهربين. يذهبون يومياً في رحلة خطرة لكسب لقمة العيش. نرافق العمال في الطريقين لنكتشف المخاطر والتهديدات اليومية التي يتعرضون لها. كل ذلك بهدف الحصول على لقمة العيش. بسبب الاحتلال الإسرائيلي، يعيش مئات العمال الفلسطينيين في خوف من عدم العودة إلى منازلهم، ويزداد الأمر سوءاً مع انتشار وباء كورونا.