القاهرة | إقبال دون المتوسط على الانتخابات الرئاسية المصرية، رغم الحشد المبالغ فيه من الإعلاميين المناصرين للمشير عبد الفتاح السيسي. هذا الأمر أدى إلى شنّ هؤلاء الإعلاميين حرباً على الشعب! توفيق عكاشة، المحسوب على نظام حسني مبارك، أطلّ على قناة «الفراعين» منتفخاً وسعيداً لأن الإقبال على التصويت لم يكن بالشكل المطلوب.
السبب ليس لأن عكاشة من الداعين إلى المقاطعة، بل لأنّه منذ شهر يدأب على إقناع مشاهديه بالاقتراع وعدم الاستسلام لمقولة أنّ السيسي لا يحتاج إلى أصواتهم للفوز. بالتالي، كان السبب في سعادة عكاشة التأكيد على فشل حملة السيسي في اختيار الإعلاميين الذين حاوروه، وخصوصاً أنّه لم يكن من بينهم. هذا التشفّي لم يقدر عليه طبعاً من قابلوا السيسي. أحمد موسى، الفخور بعلاقاته مع الأمن، فتح هواء قناة «صدى البلد» لتلقّي الاتصالات الداعمة للمشير. لكن مداخلة أعادت إلى الأذهان شخصية «تامر من غمرة» الذي اتصل بالتلفزيون المصري خلال «ثورة يناير» يبكي، مطالباً الثوار بالرحيل. لكن السيدة التي بكت مع موسى لم تكن تكذب. اعترفت بأن اللجان كانت خاوية، وكان موسى يحاول تأكيد عكس ذلك. على المنوال نفسه، تساءلت حياة الدرديري المذيعة في قناة «الفراعين» عن «رجالة البلد»، إذ كان الإقبال مقتصراً على كبار السن والسيدات. أما مصطفى بكري فعاد إلى استخدام مفرداته ذاتها، محذّراً الشعب من مغبّة الوصول إلى الحالة السورية أو الليبية في حال عدم حصول السيسي على عدد الأصوات الكافي لأن هذا يضرب تحالف «30 يونيو». اللهجة المذعورة وصلت عند بعض الإعلاميين إلى حدّ اتهام الشعب بأنه «لا يهتمّ بشأن مصر». ولعبت لميس الحديدي (سي. بي. سي.) - (الصورة) على الوتر الطائفي عندما ذكّرت المسيحيين بأحداث ماسبيرو 2011 كي ينزلوا لدعم السيسي. وتداول الناشطون مقطع فيديو للإعلامية ريهام سعيد وهي ترقص على أنغام «بشرة خير». لكن يبدو أنّ ذلك لم يكن كافياً لإقناع المقاطعين والمحبطين بالمشاركة. ويبدو أن خريطة الإعلام المصري ستتغير حتماً بعدما أثبتت أغلبية الوجوه عدم تأثيرها في الناس الذين تغيّروا بعد «ثورة يناير»، رغم كل ما يقال في الاتجاه المعاكس.