يستحقّ «الغونيز» (1985) مكانته في قلوبنا، حتى إنّه يستحق أن نكتب عنه ولو كانت الكلمات نابعة من التصنيفات والتفضيلات الشخصية. يعتبر «الغونيز» فيلم المغامرات المثالي، حتى إنّه فيلم الصداقة المثالي. ريتشارد دونر (إخراج)، وكريس كولومبس (سيناريو) وستيڤن سبيلبيرغ (العمل مقتبس من فكرته) مع المراهقين الصغار، خلطة تشكّل أحد المكوّنات الساحرة والنادرة لفيلم عالمي يظلّ ملائماً وراهناً ومحبوباً جيلاً بعد جيل. يصعب أن نظلّ موضوعيين تجاه عمل فنّي نشأنا عليه. «الغونيز» عصابة من الفتيان الصغار، تراوح أعمارهم بين 11 و16 عاماً، يعيشون حياة مراهقة نموذجية في أميركا الثمانينيات. عثروا على خريطة كنز للقراصنة من القرن السابع عشر، فقرروا البحث عنه معاً، غير مدركين بأن مغامرتهم ستقودهم إلى الوقوع في يد عصابة خطيرة من المجرمين. عرض الشريط عام 1985، على أنّه فيلم مغامرات من العصر الذهبي لأفلام المغامرات والموجة الجديدة التي كان روّادها جورج لوكاس وستيڤن سبيلبيرغ. لدينا الصغار، الأشرار السيئون والمغامرات والمزاح واكتشاف كنز الذهب والياقوت. كل هذه العناصر خلقت شريطاً خالداً غير قابل للتكرار. الفيلم ترنيمة للصداقة والمغامرة والشجاعة، بمثابة كبسولة زمنية تعيدنا إلى طفولتنا، مع دموع الفرح في أعيننا والأمل في قلوبنا.
يتحدث الشريط لغة عصره، وقد بات مزعجاً تشريح الكلاسيكيات على ضوء الراهن

لا يمكن قياس الفيلم وفق معايير اليوم التي تتدثّر بعباءة «الصوابية السياسية». العنصرية ليست موجودة، وليس هناك أي عيب في تصوير صبي بدين واستخدام هوسه بالطعام كعنصر كوميدي، والغباء مضحك في الكثير من الأوقات. يتحدث الشريط لغة عصره، وقد بات أمراً مزعجاً تشريح الكلاسيكيات على ضوء اهتمامات الراهن وميوله. هذه القصة أقرب إلى حكاية خرافية، حيث الشخصيات سطحية بدون استثناء، جيدة وشريرة، وفي النهاية سينتهي الأمر بالجميع سعداء. أمران بسيطان علينا تذكّرهما عندما نشاهد «الغونيز»: الأول الاستمتاع فقط والثانية Goonies Never Say Die.

The Goonies
على نتفليكس