بفوزه في نقل وقائع المونديال التي تفتتح في 12 حزيران (يونيو) المقبل في البرازيل (تختتم في 13 تموز/ يوليو)، يعود «تلفزيون لبنان» إلى الساحة من الباب العريض. أمس، تأكّد الخبر، ومحبّو اللعبة الكروية اللبنانيون سيستمتعون بها على شاشتهم الرسمية. هذا ما أكّده رئيس مجلس إدارة «تلفزيون لبنان» طلال المقدسي في اتصال مع «الأخبار»، مضيفاً أنّ «القسم التقني في قناة beIN sports التي تملك الحق الحصري في عرض المونديال في الشرق الأوسط وشمال افريقيا اتفق مع القسم التقني في «تلفزيون لبنان»، وطلب الأول من الثاني ترددات التلفزيون، تمهيداً للإعلان الرسمي عن ذلك». إلا أنّه أشار إلى أنّه لم يتم البت في التفاصيل المتعلقة بكيفية نقل المباريات (الأخبار 17/5/2014).
تأتي هذه الدفعة القوية للشاشة الرسمية بعد سلسلة تغييرات تجريها الإدارة لإعادة القناة إلى الخارطة الإعلامية، آخرها برنامج شدا عمر السياسي «كلمة حرة» (كل أربعاء 21:30) الذي بدأ الشهر الماضي، إضافة إلى البرنامج الصباحي الذي ينطلق اليوم. أجواء ضاحكة و«فرفشة» شبابية يعدنا بها الشريط الترويجي لبرنامج «صباح لبنان» (منتج منفذ سينتيا الأسمر، وإخراج سلام خليفة) الذي يبثّ اليوم أولى حلقاته مباشرة على الهواء (من الساعة التاسعة لغاية 11:30 صباحاً)، وسيحمل 23 فقرة متنوعة موزعة بين الاستديو والفقرات المصوّرة (تصوير بيار حداد) في الخارج كالرياضة. «لوك جديد، جوّ شبابي» بهاتين العبارتين تختصر معدّة البرنامج سينتيا الأسمر مسار «صباح لبنان»، بعد شهرين من الاستعدادات واختبار الوجوه الجديدة التي ستطل فيه. برنامج شامل لا يخضع للروتين اليومي، ذو إيقاع سريع لا يحتمل مطولات.
على الصعيد التقني والبشري، فقد جُهِّز التلفزيون بأحدث المعدات الرقمية المواكبة للعصر، وبفريق من المقدمين والمعدّين، منهم مَن تولّى سابقاً تقديم البرنامج الصباحي «صباح الخير يا لبنان» (إعداد عبيدو باشا) مثل جو لحود ورنا بيطار. واليوم ينضم اليهما شادي ريشا، بيا مخول، غادة شيخاني وفريدي عبودي، إضافة إلى جوزيف ابراهيم الذي سيتولى تقديم فقرات السينما والميديا والتكنولوجيا.
ديكور جديد، دم شبابي جديد أيضاً، لكن ماذا عن المحتوى؟ هل سيتماثل مع محتوى البرنامج السابق، الذي اشتهر بمنبره التثقيفي طيلة 14 عاماً وأُوقف بأمر من طلال المقدسي؟ تلفت سينتيا الأسمر هنا الى أنّ النكهة الثقافية مطلوبة، وستكون مساحتها موزعة في شتى المواضيع المطروحة من تربوية وتثقيفية مع تخصيص مساحة للرقص والموسيقى والمطبخ والإضاءة على شخصيات مهمّة. وتكشف الأسمر أنّ البرنامج سيولي أيضاً أهمية كبيرة للحالات الإنسانية والقضايا الاجتماعية. بطبيعة الحال، إنّه تحدٍّ للأسمر وفريق العمل الذي وصفته بـ puzzle يعمل يداً بيد لإنجاح برنامج يومي متنوع يستهلك الكثير من الطاقة. الى جانب هذه الفقرات، ستحجز مواقع التواصل الاجتماعي مكانة لها في البرنامج. وكان للحملة الترويجية على هذه المساحات «صدى ايجابي» بحسب صاحبة «ألو بيروت» وتفاعل لافت من قبل الرواد.
إذاً برنامج جديد ينضم الى زملائه الآخرين المولودين حديثاً مع النفضة الجديدة للتلفزيون الرسمي، فكيف ستكون هذه الولادة؟ وهل تسهم في عملية النهوض المبتغاة شكلاً ومضموناً، وخصوصاً مع التعويل على عامل الشباب الذي يدخل بقوة في شرايين «تلفزيون لبنان»؟