بينما تتحضّر الشاشات اللبنانية لإطلاق برمجتها الخريفية في الأيام المقبلة، تبقى عينها على الانتخابات النيابية التي يُتوقّع أن تُجرى في الربيع المقبل. فهذا الاستحقاق السياسي الذي يُعتبر الأهمّ اليوم بسبب الأزمات السياسية والاقتصادية والمالية، سينعكس على الشاشات أيضاً من خلال الدعم المالي والسياسي الذي تتطلّع إليه، إذ إنّ الأزمة المالية لم ترحم القنوات منذ تظاهرات تشرين 2019، وصولاً إلى اليوم مع الارتفاع الجنوني لسعر صرف الدولار، أمر أدّى إلى هجرة غالبية المقدّمين إلى الخارج وتحديداً إلى الإمارات، وتغيّب آخرين عن الشاشة وأوّلهم نيشان الذي لن يطلّ في برمجة الخريف على «الجديد». لذا، تنتظر الشاشات انطلاق السباق الانتخابي علّه ينتشلها من محنتها.في هذا السياق، تعيش otv مرحلة صعبة ستحدّد وجودها في الفترة المقبلة. فقد ضغطت الأزمة المالية على المحطة البرتقالية، وأدّت إلى اعتصام موظّفيها وتمنّعهم عن الحضور إلى عملهم بسبب رواتبهم التي لا تزال على حالها. رغم أزمة المحروقات الخانقة في البلد، والوضع الاقتصادي الصعب، لا يزال الموظفون يتقاضون معاشاتهم كما هي قبل الأزمة. هذا الأمر دفع الموظفين لرفع الصوت، إذ اجتمعوا مع رئيس مجلس إدارة otv روي الهاشم الذي رفض زيادة الرواتب، معلناً عن أزمة مالية قد تهدد وجود القناة البرتقالية من الأساس. وتوضح المعلومات لـ «الأخبار» أن الهاشم وضع قرار إغلاق أو بقاء الشاشة اللبنانية بين أيدي الموظفين، لافتاً إلى أن استمرار اعتصامهم يهدّد عمل القناة. وبحسب المصادر، أوضح الهاشم أن هناك سلسلة قرارات قد تتّخذها إدارة otv لتخفيف عبء التكاليف، من بينها وقف البث المباشر اليومي لمجموعة برامج. على أن يتضح مصير المحطة في الفترة المقبلة، بخاصة أن الانتخابات النيابية على الأبواب، ما قد يحسّن وضع الشاشة في حال توافر مموّل سياسي.
تعرض lbci مجموعة جديدة من برامج بهاء الحريري


في مقابل أزمة otv، يبدو أن «الجديد» تعيش «بحبوحة» ستؤدي إلى برمجة خريفية لافتة. بعدما توقّع بعض المتابعين أن تكون البرمجة عادية ولن تضمّ وجوهاً جديدة، أظهرت البروموهات الترويجية تعاقد المحطة مع وجوه جديدة ستتولى تقديم برامج اجتماعية عدة، إذ بات مؤكداً عودة رابعة الزيات إلى «الجديد» من خلال برنامج اجتماعي. كذلك، يطل عمار شلق في «المفاوض» (مبدئياً)، وجو معلوف في «فوضى». لن تقتصر البرمجة على الأعمال الثلاثة تلك، بل انضم إلى المحطة كلّ من الممثلين حسين القاووق ومحمد الدايخ لتقديم اسكتشات في برنامج جديد يحمل عنوان «شو صار». في هذا السياق، من المعروف أن برامج «الجديد» الاجتماعية والساخرة، ليست عفوية، بل غالباً ما تكتنف مواقف ورسائل سياسية. كذلك ستمهّد تلك المشاريع لمرحلة الانتخابات المقبلة، على مبدأ إثارة الجدل ورفع نسبة المشاهدة. وكانت «الجديد» قد دخلت في اللعبة السياسية بشكل واضح في الفترة الأخيرة، مصوّبةً على الرئيس ميشال عون وتياره، ولم تنفكّ تدافع عن رئيس الحكومة السابق سعد الحريري. ويتوقّع بعضهم أن تتوازى برمجة الخريف على القناة مع برامج سياسية مكثّفة أبرزها برنامج «عالحرف» لنانسي السبع الذي يستضيف سياسيين من مختلف المجالات وسينطلق بثّه بعد غدٍ الجمعة.
ليست «الجديد» وحدها التي تعيش «بحبوحة» في برمجتها، بل كذلك mtv، لكنّ الأخيرة مختلفة عن زميلتها من ناحية عملها. فقد تعاقد رئيس مجلس إدارة mtv ميشال المر، إنتاجياً مع القائمين على قناة «أبو ظبي» الإماراتية لإنتاج مجموعة برامج تُصوّر في الإمارات أو بيروت. وكان بيار رباط الذي يتبوّأ منصب مدير «استديو فيزيون» التابع لـ mtv، قد تولّى مهامّ التنسيق بين الإماراتيين والمرّ. وأعلن رباط غيابه عن الشاشة اللبنانية في الفترة المقبلة بسبب تواجده في الإمارات. كذلك، سيُعلن قريباً عن تنسيق بين المر وبعض القنوات السعودية بشراكة إنتاجية ستتّضح معالمها قريباً. وهذه التعاونات تدرّ المدخول للمرّ وقناته اللذين يتحضّران للانتخابات بوتيرة عالية. فقد بدأت المنافسة السياسية عند mtv قبل أسابيع، وقرّر المرّ تعزيز قسم الأخبار عبر استقدام وجوه جديدة آخرها غدي بو موسى الذي انتقل من «الجديد» كمراسل إلى mtv ليقدّم نشرات الأخبار. وتلفت المعلومات لنا إلى أنّ المر يفضّل إدخال «دماء» جديدة إلى الشاشة، ويتم تدريبها حالياً لتغطية الانتخابات النيابية. وبالطبع، ستوكل مهامّ الحوارات السياسية إلى مارسيل غانم، الذي يتفرّد ببرنامجه «صار الوقت» في استضافة السياسيين من الصف الأول.

تعيش otv أزمة مالية تهدّد وجودها


على الضفة نفسها، تشهد أروقة lbci في أدما (جونيه - شماليّ بيروت) رتابة، فبرمجة الخريف لا تحمل أي مفاجآت. مجرّد عودة برامج بمواسم جديدة، مع حضور باهت لأعمال جديدة. وترفع lbci سقف المنافسة من خلال المسلسلات التركية المدبلجة إلى اللهجة السورية، آخرها «زهرة الثالوث» الذي تنافست مع «الجديد» للحصول عليه بمبلغ مالي لافت. في المقابل، تتحدّث بعض المعلومات عن دعم رئيس مجلس إدارة lbci بيار الضاهر إعلامياً لبهاء الحريري الذي يدير منصة «صوت بيروت أنترناسيونال» والمتعاقدة مع القناة اللبنانية. فقد قرّر الضاهر عرض مجموعة جديدة من برامج الحريري على شاشته الصغيرة أبرزها «Hishow» الذي يتولاه هشام حداد على «صوت بيروت» و«صوت ماريوكا أنترناشونال» لماريو باسيل، و«الك جلادة» للممثل إيلي الشمالي. بعد خلاف في وجهات النظر بين الضاهر والحريري، عاد الأخير إلى أحضان الضاهر ليتعاونا معاً ضمن حزمة مشاريع تطغى عليها السياسة. وهذا الأمر لم يعد خفيّاً على أحد، فقد غزت أخبار الحريري الموقع الإلكتروني لـ Lbci، وتصدّرت بياناته نشرات الأخبار المسائية.